Tafsir Sadra al-Muta'allihin
تفسير صدر المتألهين
Genre-genre
وأما النعمة الحقيقية، فهي السعادة الأخروية، وأصلها المعرفة بالله وملكوته، ولها صورة وروح وسر، فصورتها الإسلام والإذعان، وروحها الايمان والإحسان، وسرها التوحيد والايقان.
فحكم الاسلام متعلق بظاهر الدنيا، والايمان بباطنها وباطن النشأة الظاهرة، والإحسان للحكم البرزخي ونشأته، وإليه الاشارة بقوله (صلى الله عليه وآله):
" الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه "
، هذا هو المشهود في الاستحضار البرزخي، وسر التوحيد وعين اليقين مختص بالآخرة، فافهم ما أدرجت لك من أسرار الشريعة في طي هذه الكلمات الوجيزة، تعلم أن كل شيء فيه كل شيء والله المرشد.
وقد يكون اسم النعمة لغيرها صدقا، ولكن من حيث يفضي إلى النعمة الحقيقية من الأسباب المعينة واللذات المسماة نعمة مما نوضحها ونشرحها بهذه التقاسيم.
القسمة الأولى: إن الأشياء كلها بالاضافة إلينا على أربعة اقسام: الضروري النافع، والنافع الغير الضروري، وعكسه، والذي لا ضرورة فيه ولا نفع.
أما الأول: فهو إما في الدنيا، وهو كالنفس، فإنه لو انقطع منك لحظة واحدة مات القلب. وإما في الآخرة، وهو معرفة الله فإنها إن زالت عن القلب المعنوي لحظة مات القلب واستوجب العذاب الابدي.
وأما الثاني: فهو كالمال في الدنيا، وسائر العلوم والمعارف في الآخرة.
وأما الثالث: فهو كالمضار التي لا بد منها، كالموت والهرم والمرض، ولا نظير لهذا القسم في الآخرة، فإن منافع تلك الدار لا يلزمها شيء من المضار.
وأما الرابع: فهو كالفقر في الدنيا، والجهل والعذاب في الآخرة.
Halaman tidak diketahui