276

Tafsir Sadra al-Muta'allihin

تفسير صدر المتألهين

Genre-genre

[وعلى سمعهم وعلى أبصارهم...]

أكثر المفسرين على أن قوله: { وعلى سمعهم } معطوف على قوله: { على قلوبهم } ، وفاقا لقوله تعالى:

وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة

[الجاثية:23], ولما مر من أن الأدلة السمعية لا تستفاد إلا من طريق السمع، والأدلة العقلية لا تستفاد إلا من طريق القلب، ولأنهما لما اشتركا في الإدراك من جميع الجوانب، جعل ما يمنعهما من خاص فعلهما، الختم الذي يمنع من جميع الجهات، وإدراك الأبصار لما اختص بجهة المقابل، جعل المانع عن فعلها الغشاوة المختصة بتلك الجهة.

والفائدة في تكرير الجار في قوله: { وعلى سمعهم } ، لاستقلال كل منهما بالحكم، ولأنها لما اعيدت في السمع، كان أدل على شدة الختم في الموضعين، وإنما وحد السمع للأمن من اللبس، كما يقال: أتاني برأس كبشين، وكقوله (عليه السلام): " كلوا في بعض بطنكم " ولأن السمع مصدر في أصله، والمصادر لا تجمع، فروعي الأصل، دل عليه جمع الأذن في قوله:

وفي آذاننا وقر

[فصلت:5].

ووجه ثالث: وهو تقدير مضاف محذوف، أي وعلى حواس سمعهم، ووجه رابع إنه محفوف بين الجمعين فيراد به الجمع أيضا، كما قال تعالى:

يخرجهم من الظلمات إلى النور

[البقرة:257].

Halaman tidak diketahui