Tafsir Sadra al-Muta'allihin
تفسير صدر المتألهين
Genre-genre
إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعآء
[الروم:52] وبمنزلة قوله: ان الشمس لا تنور أبصار الخفافيش.
وكذا قوله تعالى:
وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى
[فصلت:17]. بمنزلة قولك: شوقناهم فلم يشتاقوا وعلمناهم فلم يتعلموا، ليس بمناف لكون الهداية بمعنى الدلالة الموصلة على ما حققناه -.
فقوله: { هدى للمتقين } ، معناه إنهم المهتدون بأنوار الكتاب، والمنتفعون بآياته دون غيرهم، وإن كانت دلالته عامة لكل ناظر من مسلم وكافر، وصالح وفاجر.
وبهذا الاعتبار قال: هدى للناس، أو لأنه لا ينتفع بالتأمل فيه والتدبر في آياته إلا من صفت صفحة باطنه وتطهر وجه سره عن كدورات الأوهام الفاسدة، والآثام المظلمة، واستعمله في مطالعة الآيات الإلهية والأنوار الربانية، والنظر في المعجزات النبوية، والعلوم الوهبية لأنه كالغذاء الصالح لحفظ الصحة البدنية، فاذا تناوله البدن الذي ليس بالنقي، لا يزيده إلا شرا ووبالا وسقما ونكالا كما قاله بعض الأطباء.
وإليه أشار بقوله:
وننزل من القرآن ما هو شفآء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا
[الإسراء:82].
Halaman tidak diketahui