140

Tafsir Sadra al-Muta'allihin

تفسير صدر المتألهين

Genre-genre

وإذا كانت الموجودات بالقسمة الكلية إما روحانية وإما جمسانية، فالنسبة الكلية للمبدإ الحق إليها، أنه الذي له الخلق والأمر، فالأمر متعلق بكل ذي إدراك، والخلق بكل ذي تسخير، وهذا هو الغرض في هذا الفصل.

فصل آخر

في الدلالة على كيفية دلالة الحروف على هذه المراتب الوجودية

إن من الضرورة أنه إذا أريد الدلالة على هذه المراتب بالحروف، أن يكون الأول منها في الترتيب القديم - وهو ترتيب " أبجد هوز " إلى آخره - دالا على الأول وما يتلوه، وأن يكون الدال على ذوات هذه المعاني من الحروف متقدما على الدال عليها من جهة ما هي مضافة، وأن يكون المعنى المرتسم من إضافة بين اثنين منها مدلولا عليه بالحرف الذي يرتسم من ضرب الحرفين الأولين أحدهما في الآخر، اعني ما يكون من ضرب عددي الحرفين أحدهما في الآخر، وأن يكون ما يحصل من العدد الضربي مدلولا عليه بحرف واحد مستعملا في هذه الدلالة مثل (ك) الذي هو من ضرب (ي) في (ب).

وما يصير مدلولا بحرفين - مثل (يه) من ضرب (ج) في (ه) ومثل (كه) الذي هو من ضرب (ه) في (ه) - مطرحا لأنه مشكك توهم دلالة كل واحد من (ي) و (ه)، ويقع هذا الاشتباه في كل حرفين مجتمعين لكل واحد منهما خاص دلالته في حد نفسه، وان يكون الحرف الدال على مرتبة من جهة أنها بواسطة مرتبة قبلها من جميع حروف المرتبتين.

فإذا تقرر هذا، فإنه ينبغي ضرورة أن يدل بالألف على الباري، وبالباء على العقل، وبالجيم على النفس، وبالدال على الطبيعة؛ هذا إذا أخذت بما هي ذوات، وبالهاء على الباري، وبالواو على العقل، وبالزاي على النفس، وبالحاء على الطبيعة، هذا إذا اخذت بما هي مضافة الى ما دونها.

وبقي الطاء لهيولى وعالمه، وليس له وجود بالإضافة الى شيء تحته، وينفد رتبة الآحاد ويكون الابداع، وهو من إضافة الأول الى العقل ذات لا مضاف الى ما بعده مدلولا عليه بالياء، لأنه من ضرب (ه) في (ب)، ولا يحصل من إضافة الباري أو العقل الى النفس عدد يدل عليه بحرف واحد، لأنه (ه) في (ج) يه، و (و) في (ج) يح، ويكون الأمر وهو من إضافة الأول الى العقل، مضافا مدلولا عليه باللام، وهو من ضرب (ه) في (و).

ويكون الخلق، وهو من إضافة الأول الى الطبيعة بما هي مضافة، مدلولا عليه بالميم، وهو من ضرب (ه) في (ح)، لأن الحاء دلالة الطبيعة مضافة.

ويكون التكوين، وهو من إضافة الباري إلى الطبيعة وهو ذات، مدلولا عليه بالكاف، ويكون جميع نسبتي الأمر والخلق - أعني ترتيب الخلق بواسطة الأمر، أعني اللام والميم - مدلولا عليه بحرف (ع)، وجميع نسبتي الخلق والتكوين كذلك - أعني الميم والكاف - مدلولا عليه بالسين، ويكون مجموع نسبتي طرفي الوجود - أعني اللام والكاف - مدلولا عليه بالنون، ويكون جميع نسبته الأمر والخلق والتكوين - أعني كاف ولام وميم - مدلولا عليه بصاد.

ويكون اشتمال الجملة في الابداع - أعني (ي) في نفسه (ق) - وهو أيضا من جمع (صاد) و (ي).

Halaman tidak diketahui