114

Tafsir Sadra al-Muta'allihin

تفسير صدر المتألهين

Genre-genre

[الكهف:14]، بل قيام أهل القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين.

ثم اقرء: سبحانك اللهم وبحمدك، ثم وجهت وجهي، ثم الفاتحة، وبعدها ما تيسر لك من القرآن، واجتهد في أن تنظر من الله إلى عبادتك، حتى تستحقرها، واياك وأن تنظر من عبادتك الى الله، فإنك إن فعلت ذلك صرت من الهالكين، وهذا سر قوله: { اياك نعبد واياك نستعين } ، كما ذكر.

واعلم أن نفسك إلى الآن جارية مجرى خشبة عرضتها على نار خوف الجلال، فلانت، فاجعلها منحنية بالركوع، ثم اتركها لتستقيم مرة أخرى، فإن هذا الدين متين فأوغل فيه بالرفق، فلا تبغض طاعة الله الى نفسك، فان المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.

فإذا عادت الى استقامتها فانحدر الى الأرض بغاية التواضع، واذكر ربك بغاية العلو وقل: سبحان ربي الأعلى، فإذا سجدت ثانية فقد حصل ثلاثة أنواع من الطاعة، ركوع واحد، وسجدتان، فبالركوع تنجو من عقبة الشهوات.

وبالسجود الأول من عقبة الغضب الذي هو رئيس المؤذيات.

وبالسجود الثاني تنجو من عقبة الهوى الداعي الى كل المضلات، فإذا تجاوزت عن هذه الدركات وصلت الى الدرجات العاليات، وملكت الباقيات الصالحات، وانتهيت الى عتبة باب الجلال والإكرام، مدبر عالمي النور والظلام، فقل: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ لتتم لك بهذه الشهادة معرفة المبدأ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، لتتم لك معرفة المعاد، وليصعد إليه نور روحك، وينزل اليك روح محمد (صلى الله عليه وآله)، فيتلاقى الروحان، ويحصل هناك الروح والريحان، فقل: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، فعند ذلك يقول محمد (صلى الله عليه وآله): السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.

ثم إذا ذكرت الله في صلاتك بهذه الأثنية والمحامد، ذكر الله اياك في محافل الملائكة كما قال .....................: من ذكرني في ملاء ذكرته في ملاء خير من ملائه.

وإذا سمع الملائكة ذلك اشتاقوا الى العبد، فقال الله: إن الملائكة اشتاقوا الى زيارتك، وقد جاؤوك زائرين، فابدأ بالسلام عليهم لتكون من السابقين، فقل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كلام أهل الجنة الذين تحيتهم فيها سلام، فلا جرم إذا دخل المصلون الجنة { يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار }.

الوجه الثالث

إن آيات الفاتحة سبع، والأعمال المحسوسة في الصلاة غير القراءة والأذكار سبعة: القيام، والركوع، والانتصاب منه، والسجود الأول، والانتصاب منه، والسجود الثاني، والقعدة.

Halaman tidak diketahui