105

Tafsir Sadra al-Muta'allihin

تفسير صدر المتألهين

Genre-genre

وروي عن امير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

" إن الله عز وجل قال: يا محمد، { ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم }. فأفرد الامتنان علي بفاتحة الكتاب، وجعلها بإزاء القرآن "

وإن فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش، وإن الله خص محمدا وشرفه بها، ولم يشرك فيها أحدا من أنبيائه، ما خلا سليمان (عليه السلام)، فإنه أعطاه منها: { بسم الله الرحمن الرحيم } ، ألا ترى يحكى عن بلقيس حين قالت:

إني ألقي إلي كتاب كريم إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم

[النمل:29 - 30]. ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد وآله، منقادا لأمرها، مؤمنا بظاهرها وباطنها، أعطاه الله بكل حرف منها حسنة، كل واحد منها أفضل له من الدنيا بما فيها، ومن استمع الى قارئ يقرأها كان له قدر ثلث ما للقاري، فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض له، فإنه غنيمة لا يذهبن أوانه فيبقى في قلوبكم الحسرة.

وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إن القوم ليبعث الله عليهم العذاب حتما مقضيا، فيقرأ صبي من صبيانهم في الكتاب: الحمد لله رب العالمين فيسمعه الله تعالى، فيرفع عنهم العذاب أربعين سنة.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينا نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إذ أتاه ملك فقال: ابشر بنورين اوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن يقرأ [أحد] حرفا منها إلا اعطيته (ما يتضمنه - ن).

أقول: وفي طي هذه الأخبار - سيما هذا الأخير - إشارات علمية، وتعريفات سرية، ورموز معنوية، وتنبيهات عرفانية على جوامع الكمالات العقلية، والمعارج الإلهية المندرجة في هذه السورة، لا يعرف قدرها، ولا يفهم غورها إلا الراسخون في العلم والدين، والسالكون طرق الكشف واليقين. لا المتشبثون بذيل العبارات، والمترددون كالخفافيش في ظلمات هذه الاستعارات.

تتمة استبصارية

[جامعية السورة لأهم المعارف]

Halaman tidak diketahui