314

Tafsir Al-Açqam

تفسير الأعقم

Genre-genre

[66 - سورة التحريم]

[66.1-2]

وقوله: { يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك } اختلفوا في نزول الآية وفي المحرم ما هو فقيل: هو العسل، فروت جماعة منهم عائشة

" أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا صلى الغداة يدخل على نسائه وكان إذا دخل على حفصة سقته العسل فغارت عائشة وأرسلت إلى النساء إذا دخل عليكن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلن انا نجد ريح المعافير وهو شمع العرفط كريه الرائحة وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يكره الروائح الكريهة لمكان الملك، فدخل عليهن وهن يقلن ذلك حتى دخل على عائشة فقالت: إني أجد منك ريح المعافير أكلتها، قال: " لا سقتني حفصة عسلا وحرمه على نفسه "

وقيل: الذي سقته العسل أم سلمة، وقيل: زينب بنت جحش كان يشرب عندها العسل فتواطت عائشة على أن يقولا نجد منك ريح المعافير، فلما قالتا ذلك حرم العسل على نفسه، وقيل: التحريم في شراب كان يعجبه، وقيل:

" التحريم سارية القبطية أم ابراهيم وكان أهداها إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المقوقس خلا في حجرة حفصة في يومها فعاتبته حفصة فحرمها على نفسه طلبا لمرضاة حفصة لأنها غارت عليها وقال لحفصة: " لا تخبري بذلك أحدا " فأخبرت عائشة وكانتا متظاهرين على سائر أزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: أن حفصة زارت عائشة، وقيل: بل خرجت إلى أمها وخلا بينها فوجه إلى مارية، فكانت معه في بيت حفصة، وجاءت حفصة فأسر إليها التحريم فأخبرت بذلك عائشة "

، وقيل: طلق حفصة تطليقة فأمر بالمراجعة، وروي أن عمرا قال لها: لو كان في الخطاب خير ما طلقك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجاء جبريل فأمره بالمراجعة، قال الحاكم: والأصح أن التحريم تحريم مارية والذي حمل ذلك عائشة وحفصة واختلفوا في التحريم قيل: حلف يمين الا يقربها، وقيل: لم يحلف ولكن قال: هي حرام علي فجعل فيه كفارة يمين { قد فرض الله لكم } أي قدر وأمر { تحلة أيمانكم } بالكفارة والكفارة ما ذكره في سورة المائدة، وقيل: لم يكفر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وقيل: كفر { والله مولاكم } أي وليكم وناصركم { وهو العليم } بمصالحكم { الحكيم } في أوامره ونواهيه.

[66.3-7]

{ وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه } حفصة بالإجماع { حديثا } قال لها وأمرها بإخفائه وذلك الحديث حديث مارية وتحريمها، وقيل: تحريم العسل { فلما نبأت به } أخبرت حفصة بالحديث عائشة { وأظهره الله عليه } أي أطلع الله عليه رسوله، وما جرى من إفشاء سره { عرف بعضه } قرأ الكسائي بالتخفيف وهي قراءة علي بن أبي طالب (عليه السلام) أي غضب عليها وجازاها بما فعلت، وقراءة الباقين بالتشديد معناه عرف غيره، يعني عرف النبي حفصة ببعض الحديث وأخبرها به { وأعرض عن بعض } ولم يخبرها به، قال الحسن: ما استقصي كريم قط { فلما نبأها به } أي أخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حفصة بما أظهر الله عليه { قالت } حفصة { من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير } بالسر، وإنما قالت من أنبأك هذا لأنها وثقت بعائشة أنها لا تخبر { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما } أي مالت وزاغت إلى الإثم واستوجبتهما التوبة { وإن تظاهرا عليه } تعاونا يعني حفصة وعائشة تظاهرا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في إذائه { فإن الله هو مولاه } ناصره { وجبريل } ناصره { وصالح المؤمنين } أي خيار المؤمنين وهو علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وقيل: الأنبياء، وقيل: هو الصالحون { والملائكة بعد ذلك ظهير } أي معين { عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن } قيل: بحسن العشرة والخدمة وطاعة الرسول، وقيل: في الفضل والدين { مسلمات } أي مطيعات منقادات { مؤمنات } قيل: مصدقات لله ورسوله { قانتات } قيل: خاضعات لله تعالى { تائبات } قيل: راجعات إلى الله تعالى في أمورهن { عابدات } لله بالفرائض والسنن بالإخلاص { سائحات } قيل: ماضيات في طاعة الله وقيل: صائمات { وأبكارا } أي لم يكن لهن أزواج وهذا اخبار عن القدرة لا عن الكون لأنه علم أنه لا يطلقهن { يأيها الذين آمنوا قوا } أي احفظوا { أنفسكم وأهليكم نارا } أي افعلوا ما أمر الله به وأمروا أهليكم بذلك وانهوهم عن معصية الله تعالى تمنعوهم بذلك من النار { وقودها الناس والحجارة } ، قيل: حطبا، وقيل: يوقد عليهم تعذيبا، وقيل: هي حجارة الأصنام التي عبدوها يعذبون بها، وعن ابن عباس: هي حجارة الكبريت وهي أشد الأشياء حرا { عليها ملائكة } يعني الزبانية التسعة عشر وأعوانهم { غلاظ } يعني غلاظ القلوب لا يرحمون أحدا من أهل النار { شداد } أي أقوياء { لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } { يأيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم } لما عذبوا أخذوا في الاعتذار فقال لهم: لا تعتذروا هذا جزاء فعلكم.

[66.8-12]

Halaman tidak diketahui