270

Tafsir Al-Açqam

تفسير الأعقم

Genre-genre

{ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق } قيل: لا يملك الأوثان الشفاعة ولكن من شهد بالحق وهم عيسى وعزير والملائكة { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولون الله فأنى يؤفكون } ، قيل: لئن سألت هؤلاء المشركين من خلقهم اعترفوا بالله أنه خلقهم فكيف صرفوا عن عبادته وهو خالقهم إلى عبادة غيره { وقيله يا رب } قرأ عاصم وحمزة بكسر اللام والهاء في قيله قيل: معناه، وقيل: محمد أي وقوله شاكيا إلى ربه من قومه: { إن هؤلاء قوم لا يؤمنون } ، وقيل: قيله منكرا عليهم { إن هؤلاء قوم لا يؤمنون } ، وقيل: قيله عيسى أي اذكر قيل عيسى وشكايته عن قومه إنهم لا يؤمنون عن أبي علي، قال جار الله: إن هؤلاء قوم لا يؤمنون جواب لقسم كأنه قيل: وأقسم بقيله يا رب، أو قيله يا رب قسم { إن هؤلاء قوم لا يؤمنون } والضمير في قيله لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واقسام الله بقيله وقع منه وتعظيم لدعائه والتجائه إليه { فاصفح عنهم } وأعرض عن دعوتهم يائسا عن إيمانهم، وقيل: اعرض عنهم ولا تجازيهم إنما عليك البلاغ وهذا وعيد، وقيل: منسوخ بآية السيف، { وقيل سلام } أي ما يسلم به من شرهم وأذاهم { فسوف يعلمون } وعيد من الله وتسلية لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

[44 - سورة الدخان]

[44.1-5]

{ حم } قد بينا ما قالوا فيه قيل: أقسم بالكتاب وهو القرآن وسورة حم، وقيل: برب الكتاب ومنزله عن أبي علي { المبين } لأنه بين مصالح المخلوقين وما يحتاجون اليه في الدين { إنا أنزلناه } يعني القرآن { في ليلة مباركة } هي ليلة القدر، وقيل: ليلة النصف من شعبان ولها أربعة أسماء: الليلة المباركة، وليلة البراءة، وليلة الصك، وليلة الرحمة، وقيل: بينها وبين ليلة القدر أربعون ليلة لأن الله يكتب لعباده المؤمنين البراءة في هذه الليلة، وقيل: هي مختصة بخمس خصال تفريق { كل أمر حكيم } وفضيلة العبادة فيها قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

" من صلى هذه الليلة مائة ركعة أرسل الله اليه مائة ملك، ثلاثون يبشرونه بالجنة، وثلاثون يؤمنونه من عذاب النار، وثلاثون يدفعون عنه آفات الدنيا، وعشر تصد عنه مكائد الشيطان "

ونزول الرحمة، قال (عليه السلام): " أن الله يرحم من أمتي في هذه الليلة بعدد شعر أنعام بني كلب " وحصول المغفرة، قال (عليه السلام): " ان الله يغفر لجميع المسلمين في تلك الليلة إلا لكاهن أو لساحر أو مدمن خمر أو عاق لوالديه أو قاطع رحم " ، وقيل: ليلة النصف من شعبان، وقيل: أنزل القرآن إلى سماء الدنيا ليلة القدر ثم أنزل نجوما على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: ابتدأ بانزاله في ليلة القدر { مباركة } لأن الله يقسم فيها رحمته بين العباد من السنة إلى السنة ويعفو ويقسم الرزق { إنا كنا منذرين } مخوفين لهم أن عصوا بالعقاب فيها في هذه الليلة { يفرق } ويقضي { كل أمر حكيم } قيل: مبرم فيها كل أحد وعمل ورزق وما يكون في تلك السنة { من عندنا } يعني الفصل يكون بأمرنا { إنا كنا مرسلين } بذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: مرسلين الأنبياء إلى الخلق، وقيل: مرسلين الملائكة إلى الأنبياء.

[44.6-18]

{ رحمة من ربك } أنزلناه رحمة، وقيل: أرسلناه رحمة { إنه هو السميع العليم } لما يقوله المحق والمبطل { رب السماوات والأرض وما بينهما } يعني خالقهما ومالكهما { إن كنتم موقنين } إن الله ربكم ومحمد رسول الله { لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين } أي خالق الجميع { بل هم } يعني الكفار { في شك يلعبون } في أحوال الدنيا والقرآن إذا قرئ عليهم { فارتقب } انتظر هؤلاء ومجازاتهم { يوم تأتي السماء بدخان مبين } اختلفوا في الدخان فعن علي بن أبي طالب (عليه السلام) وبه أخذ الحسن: " أنه دخان يأتي من السماء " ، قيل: يوم القيامة يدخل في اسماع الكفرة ويعتري المؤمن منه كهيئة الزكام وتكون الأرض كلها كتيت أوقد فيه، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

" أول الآيات الدخان يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة "

، وقيل: أن قريشا لما استعصت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا عليهم وقال:

Halaman tidak diketahui