Tafsir Al-Açqam

Acqam d. 850 AH
158

Tafsir Al-Açqam

تفسير الأعقم

Genre-genre

[17.9-17]

قوله تعالى: { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } أي إلى الطريقة التي هي أشد استقامة وذلك دين القيمة وهو دين الاسلام { ويبشر المؤمنين } يخبرهم بما يسرهم { ويدع الانسان بالشر دعاءه بالخير وكان الانسان عجولا } يعني يدعو على نفسه وولده عند غضبه فيقول: اللهم العنه واغضب عليه كما يدعو بالخير بأن يوهب له النعم والأولاد، ولو استجاب الله دعاءه لأهلكهم، وقيل: أن يدعو الله بالشر عند غضبه على نفسه وأهله وماله كما يدعو لهم بالخير لقوله: { ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير } ، وقوله: { وكان الانسان عجولا } أسرع إلى طلب ما يكون في قلبه ويخطر بباله وهو النضر بن الحارث { وجعلنا الليل والنهار آيتين } يعني نور النهار وظلمة الليل، وقيل: الشمس آية النهار، والقمر آية الليل { فمحونا آية الليل } أي جعلناها لا تضيء كما تضيء الشمس لأنها مظلمة، وقيل: محو القمر السواد الذي فيه عن علي وابن عباس { وجعلنا آية النهار مبصرة } مضيئة { لتعلموا عدد السنين والحساب } أي لتعلموا التواريخ والسنين والأشهر والأيام والآجال، ولولا الليل والنهار لما علم شيئا من ذلك { وكل شيء فصلناه تفصيلا } بيناه تبيينا { وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه } عمله، يعني أن عمله لازم له { ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا } أي ينشر له ويعرض عليه حتى يقرأه جميعه ويعلم ما فيه، قال قتادة: يقرأ في ذلك اليوم من لا يقرأ { ولا تزر وازرة وزر أخرى } أي لا يؤاخذ أحد بذنب غيره { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا } ، قيل: أراد عذاب الاستئصال فإن عادة الله تعالى لا يعذب حتى يبعث رسولا { ففسقوا فيها فحق عليها القول } فتقديره إذا حكمنا بهلاك قرية أمرنا مترفيها على لسان الرسل بالطاعة فإذا فسقوا حق عليهم أي القول الذي أردناه بإهلاكهم، وقيل: أن في الآية تقديم وتأخير وتقديره إذا أمرنا مترفي قرية بالطاعة ففسقوا عن أمرنا وعصوا حق عليهم القول أردنا عند ذلك إهلاكهم فأهلكناهم، وقيل: أن جواب إذا محذوف وتقديره { إذا أردنا أن نهلك قرية } قد كنا أردنا { أمرنا مترفيها } بالطاعة { ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها } وأحللنا بهم ما نريده عن أبي مسلم، ومتى قيل: ما معنى المترفين ولم خصهم بالذكر؟ قالوا: معناه المتنعمين وخصهم بالذكر لأنهم الرؤساء وعليهم مدار الأمر وحكم للبلد ثابت ومن عداهم تبع لهم كفرعون وقومه فصار فسقه بفسقهم.

[17.18-25]

قوله تعالى: { من كان يريد العاجلة } الآية نزلت في قوم من المجاهدين طلبوا عاجل الدنيا وهو الغنائم دون ثواب الله، ومعناه من كان يريد العاجلة أي النعمة العاجلة وهي الدنيا { عجلنا له فيها ما نشاء } من البسط، فتعلق ذلك بمشيئته لا بمشيئة العبد فقد يشاء العبد ما لا يشاء الله تعالى { ثم جعلنا له جهنم } أي مأوى من يريد الدنيا { يصلاها مذموما } معيبا، يعني يذمه الله ويعيبه وكذلك الملائكة والمؤمنون { مدحورا } مطرودا مبعدا من رحمته { ومن أراد الآخرة } أي نعيمها وثوابها { وسعى لها سعيها } أي عمل للآخرة لأجل الثواب { فأولئك كان سعيهم مشكورا } عند الله { كلا نمد هؤلاء } يعني من تقدم ذكره ممن يريد العاجلة ويريد الآخرة نمد أي نعطي البر والفاجر من رزقه في الدنيا والآخرة المؤمنين خاصة { من عطاء ربك } أي نعمة { وما كان عطاء ربك محظورا } ، قيل: ممنوعا محبوسا من البر والفاجر { انظر } يا محمد أو أيها السامع { كيف فضلنا بعضهم على بعض } ، قيل: في الرزق باغناء بعضهم وافقار آخرين، وأصح قوم وأسقم قوم آخرين { وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا } { لا تجعل مع الله الها آخر فتقعد مذموما مخذولا } يذمك الله وملائكته والعلماء، مخذولا لا ناصر لك { وقضى ربك } أمر، وقيل: ألزم وأوجب { ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا } أو بأن تحسنوا بالوالدين إحسانا { إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف } أراد تأكيد الأمر بالإحسان اليهما، وفي أف ثلاث قراءات بكسر الفاء من غير تنوين، وقرأ أبو عمرو وحمزة بفتح الفاء من غير تنوين، ابن كثير الفاء والتنوين، نافع لا يؤخرهما { وقل لهما قولا كريما } حسنا جميلا، ويدل عليه أن الدعاء لهما مندوب كما قال: { وقل رب ارحمهما } وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):

" رضا الله في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما ".

" وشكا رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن أباه يأخذ ماله، فدعا به فإذا بشيخ يتوكأ على عصا فسأله فقال: إنه كان ضعيفا وأنا قوي وفقيرا وأنا غني فكنت لا أمنعه شيئا من مالي واليوم أنا ضعيف وهو قوي وفقير وهو غني ويبخل علي بماله، فبكى (عليه السلام) وقال: " ما من حجر ولا مدر سمع هذا إلا بكى " ثم قال للولد: " أنت وما لك لأبيك "

وشكا اليه آخر سوء خلق أمه فقال:

" لم تكن سيئة الخلق حين حملتك لم تكن كذلك حين أرضعتك "

وروي:

" يفعل العاق ما شاء أن يفعل فلن يدخل الجنة "

Halaman tidak diketahui