Tafsir Al-Açqam

Acqam d. 850 AH
156

Tafsir Al-Açqam

تفسير الأعقم

Genre-genre

فأذن للناس في حمل الميرة اليهم، وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:

" اللهم أشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعل عليهم كسني يوسف "

وقيل: ضرب بمكة مثلا لغيره من البلاد.

[16.113-119]

قوله تعالى: { ولقد جاءهم رسول منهم } أي جاء أهل تلك القرية التي تقدم ذكرها، وكانت في الأمم الماضية رسل { فكذبوه فأخذهم العذاب } يعني عذاب الاستئصال، وقيل: المراد مكة جاءهم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والعذاب ما نالهم من القتل يوم بدر، وقيل: ما نالهم من القحط والجوع بدعاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) { فكلوا مما رزقكم } ، قيل: خطاب لأهل، وقيل: عام، قال الحاكم: وهو الوجه لأن المعتبر بمطلق اللفظ مما رزقكم أعطاكم { حلالا طيبا } والطيب ما اكتسبه من وجوهه { فمن اضطر غير باغ ولا عاد } زائد على الشبع ولا عاد في أكله، وقيل: غير باغ على إمام ولا عاد في معصية { فإن الله غفور رحيم } { ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب } أي لا تقولوا على الكذب وذكر اللسان لأنه يتكلم: أي لما تقول ألسنتكم من الكذب { هذا حلال وهذا حرام } ، قيل: أراد البحيرة والسائبة والوصيلة والحام، وقيل: بل حرموا جميع وحللوا بخلاف أمر الله { لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب } أي يكذبون على الله في إضافة التحريم اليه { لا يفلحون } لا ينجون من عذاب الله ولا ينالون خيرا { متاع قليل } يعني الذين هم فيه من الدنيا شيء قليل ينتفعون { ولهم } في الآخرة { عذاب أليم } موجع { وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل } يعني ما نزل في سورة الأنعام قوله:

وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر وما ظلمناهم

[الأنعام: 146] بتحريم ذلك { ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا } الآية نزلت في قوم أسلموا فقبل الله منهم توبتهم { للذين عملوا السوء بجهالة } السيئات وغلبت الشهوات عليه والمعاصي { ثم تابوا من بعد ذلك } أي ندموا على ما فعلوا { وأصلحوا } الأعمال بالتوبة، وقيل: أصلحوا ما بينهم وبين الله.

[16.120-124]

{ إن إبراهيم كان أمة } ، فيه وجهان: أحدهما أنه كان وحده أمة من الأمم الكاملة في صفات الخير، والثاني أن يكون أمة بمعنى مأموم أي يؤمه الناس ليأخذوا منه الخير، ولأنه انفرد في دهره بالتوحيد وكان مؤمنا وحده والناس كفارا وسمي أمة { قانتا } القانت القائم لجميع ما أمر الله به، وروى الشعبي عن ابن مسعود (رضي الله عنه): أن معاذا كان أمة قانتا، فقيل له: غلطت إنما هو ابراهيم (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: الأمة الذي يعلم الناس الخير، والقانت المطيع لله ورسوله، وكان معاذ كذلك، وعن عمر (رضي الله عنه) أنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن عبيدة أمين هذه الأمة ومعاذ قانت أمه ليس بينه وبين الله يوم القيامة إلا المرسلين { حنيفا } مستقيما على دين الإسلام { ولم يكن من المشركين } قوله تعالى: { شاكرا لأنعمه } ربه { اجتباه } اختاره الله واصطفاه { وهداه إلى صراط مستقيم } { وآتيناه في الدنيا حسنة } ، قيل: الرسالة والنبوة، وقيل: إجابة دعوته جعل النبوة في ذريته { ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم } أي دينه وهو الإسلام { حنيفا } مستقيما على الدين { وما كان من المشركين } والحنيف المائل الى ملة الإسلام، وقوله: { شاكرا لأنعمه } روي أن ابراهيم الخليل كان لا يتغذى إلا مع ضيف، فلم يجد ذات يوم ضيفا فأخر غذاءه، فإذا هو بفوج من الملائكة في صورة البشر، فدعاهم إلى الطعام فخيلوا له أن بهم جذام، فقال: الآن وجبت مواكلتكم شكرا لله على أنه عافاني وأبلاكم { إنما جعل السبت } يعني إنما جعل وبال السبت وهو المسخ { على الذين اختلفوا فيه } لأنهم أحلوا الصيد فيه تارة وحرموه تارة، وكان الواجب عليهم أن يتفقوا في تحريمه على كلمة واحدة، روي أن داوود (عليه السلام) أمرهم أن يجعلوا في الأسبوع يوما للعبادة وأن يكون يوم الجمعة، فأبوا عليه وقالوا: نريد اليوم الذي فرغ فيه من خلق السماوات والأرض وهو السبت، إلا شرذمة منهم فرضوا بالجمعة، فهذا اختلافهم في السبت لأن بعضهم اختاره وبعضهم اختاروا عليه الجمعة، فأذن الله لهم بالسبت فابتلاهم بتحريم الصيد فيه، فأطاع أمر الله الراضون بالجمعة فكانوا لا يصيدون، وأعقابهم لم يصبروا عن الصيد فمسخهم الله دون أولئك { وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة } فيجازي كل واحد من الفريقين بما يستوجبه، ومعنى جعل السبت: فرض الله تعظيمه وترك الاصطياد فيه، وقيل: اختلفت اليهود في السبت وحرم فيه الصيد بعضهم.

[16.125-128]

Halaman tidak diketahui