210

Tafsir Al-Nasafi

تفسير النسفي

Penyiasat

يوسف علي بديوي

Penerbit

دار الكلم الطيب

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Lokasi Penerbit

بيروت

ما لم تعمل أو تتكلم به والجمهور على أن الحديث في الخطرة دون العزم وأن المؤاخذة في العزم ثابتة وإليه مال الشيخ أبو منصور وشمس الأئمة الحلواني رحمهما الله والدليل عليه قوله تعالى ﴿إِنَّ الذين يُحِبُّونَ أن تشيع الفاحشة﴾ الآية وعن عائشة ﵂ ما هم العبد بالمعصية من غير عمل يعاقب على ذلك ما يلحقه من الهم والحزن في الدنيا وفي أكثر التفاسير أنه لما نزلت هذه الآية جزعت الصحابة رضى الله عنهم وقالوا أنؤاخذ بكل ما حدثت به أنفسنا فنزل قوله ﴿آمن الرسول﴾ إلى قوله ﴿لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت﴾ فتعلق ذلك بالكسب دون العزم وفي بعضها أنها نسخت بهذه الآية والمحققون على أن النسخ يكون في الأحكام لا في الأخبار ﴿فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ﴾ برفعهما شامي وعاصم أي فهو يغفر ويعذب ويجزمهما غيرهم عطفًا على جواب الشرط وبالإدغام أبو عمرو وكذا في الإشارة والبشارة وقال صاحب الكشاف مدغم الراء فى اللام لاحن مخطئ لأن الراء حرف مكرر فيصير بمنزلة المضاعف ولا يجوز ادغام المضاعف وراوية عن ابى عمرو مخطى مرتين لأنه يلحن وينسب إلى أعلم الناس في العربية ما يؤذن بجهل عظيم ﴿والله على كُلِّ شَىْءٍ﴾ من المغفرة والتعذيب وغيرهما ﴿قدير﴾ قادر
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (٢٨٥) ﴿آمن الرسول بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبّهِ والمؤمنون﴾ إن عطف المؤمنون على الرسول كان الضمير الذي التنوين نائب عنه في ﴿كُلٌّ﴾ راجعًا إلى الرسول والمؤمنون أى كلهم ﴿آمن بالله وملائكته وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ﴾ ووقف عليه وإن كان مبتدأ كان عليه كل مبتدأ ثانيًا والتقدير كل منهم وآمن خبر المبتدأ

1 / 232