143

Tafsir Al-Nasafi

تفسير النسفي

Penyiasat

يوسف علي بديوي

Penerbit

دار الكلم الطيب

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Lokasi Penerbit

بيروت

﴿وَأْتُواْ البيوت من أبوابها﴾ أى وباشروا الأمور من وجوهها التي يجب أن تباشر عليها ولا تعكسوا أو المراحد وجوب الاعتقاد بأن جميع أفعاله تعالى حكمة وصواب من غير اختلاج شبهة ولا اعتراض شك فى ذلك متى لا يسأل عنه لما في السؤال من الاتهام بمقارفة الشك لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ﴿واتقوا الله﴾ فيما أمركم به ونهاكم عنه ﴿لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ لتفوزوا بالنعيم السرمدي
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (١٩٠) ﴿وقاتلوا فِي سَبِيلِ الله﴾ المقاتلة في سبيل الله الجهاد لإعلاء كلمة الله وإعزاز الدين ﴿الذين يقاتلونكم﴾ يناجزونكم القتال دون المحاجزين وعلى هذا يكون منسوخًا بقوله تعالى ﴿وَقَاتِلُواْ المشركين﴾ كافة وقيل هي أول آية نزلت في القتال فكان رسول الله ﷺ يقاتل من قاتل ويكف عمن كف أو الذين يناصبونكم القتال دون من ليس من أهل البقرة «١٩٠ - ١٩٤) المناصبة من الشيوخ والصبيان والرهبان والنساء أو الكفرة كلهم لأنهم قاصدون لمقاتلة المسلمين فهم في حكم المقاتلة ﴿وَلاَ تَعْتَدُواْ﴾ في ابتداء القتال أو بقتال من نهيتم عنه من النساء والشيوخ ونحوهما أو بالمثلة ﴿إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ المعتدين﴾
وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (١٩١) ﴿واقتلوهم حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ﴾ وجدتموهم والثقف الوجود على وجه الأخذ والغلبة ﴿وَأَخْرِجُوهُمْ مّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ﴾ أي من مكة وعدهم الله تعالى فتح مكة بهذه الآية وقد فعل رسول الله ﷺ بمن لم يسلم منهم يوم الفتح ﴿والفتنة أَشَدُّ مِنَ القتل﴾ أي شركهم بالله أعظم من القتل الذي يحل بهم منكم وقيل الفتنة عذاب الآخرة وقيل المحنة والبلاء الذي ينزل بالإنسان فيعذب به أشد عليه من القتل وقيل لحكيم ما أشد من الموت قال الذي يتمنى فيه الموت فقد جعل الإخراج من الوطن من الفتن التي يتمنى عندها الموت ﴿وَلاَ

1 / 165