Tafsiran
تفسير القرآن
Penyiasat
ضبطه وصححه وقدم له الشيخ عبد الوارث محمد علي
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
1422 - 2001م
Genre-genre
وينهون الغالي المحجوب بالجمع عن التفصيل وبالوحدة عن الكثرة. * (وتؤمنون بالله) * أي: تثبتون في مقام التوحيد الذي هو الوسط، وكذا في كل تفريط وإفراط واعتدال في باب الأخلاق * (ولو آمن أهل الكتاب) * لكانوا مثلكم.
* (لن يضروكم إلا أذى) * لكونهم منقطعين عن أصل القوى والقدر، كائنين في الأشياء بالنفس التي هي محل العجز والشر، وأنتم معتصمون بالله، معتضدون به، كائنون في الأشياء بالحق الذي هو منبع القهر. فقدرتهم لا تبلغ إلا حد الطعن باللسان والخبث والإيذاء الذي هو حد قدرة النفس ونهايتها، وقدرتكم تفوق كل قدرة بالقهر والاستئصال لاتصافكم بصفات الله تعالى، فلا جرم ينهزمون منكم عند المقاتلة ولا ينصرون.
[تفسير سورة آل عمران آية 112] * (ضربت عليهم الذلة) * لأن العزة لله جميعا، فلا نصيب فيها لأحد إلا لمن تخلق بصفاته بمحو صفات البشرية، كالرسول والمؤمنين الذين هم مظاهر عزته، كما قال الله تعالى: * (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) * [المنافقون، الآية: 8]، فمن خالفهم فهو مضاد لصفة العزة، مباين للأعزاء، فتلزمه الذلة وتشمله على أي حال يكون، إلا برابطة ما بينه وبين أهل العزة كقوله: * (إلا بحبل من الله وحبل من الناس) * أي: ذمة وعهد، وذلك يكون أمرا عارضيا لا أصل له مرتبطا برابطة مجعولة فلا تقابل صفتهم الذاتية اللازمة لهم التي هي الذلة الناشئة من أصل نفوسهم. واستحقوا غضبا شديدا من عند الله لبعدهم وإعراضهم عن الحق، ولزمتهم المسكنة لانقطاعهم عن الله إلى نفوسهم فوكلهم إلى أنفسهم.
[تفسير سورة آل عمران من آية 113 إلى 117] * (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة) * أي: بالله، ثم وصفهم بأحوال أهل
Halaman 141