Tafsir Al-Jilani
تفسير الجيلاني
Genre-genre
هذا آخر القصص السبع المذكورة؛ لتسلية رسول الله من أن المكذبين للرسل مأخوذون بأنواع العذاب، مستهلكون بأصناف النكال، إنما ذكر سبحانه؛ ليعتبر منها المعتبرون من المؤمنين ، ويتفطن المكذبون ما سيلحقهم من العذاب لو أصروا على ما هم عليه من التكذيب.
[26.192-204]
{ وإنه } أي: القرآن { لتنزيل رب العالمين } [الشعراء: 192] كالكتب السالفة.
{ نزل به } بالتخفيف { الروح الأمين } [الشعراء: 193] كما نزل سائر الكتب، وهو جبرائيل عليه السلام - سمي به؛ لأمانته على الوحي الإلهي بأن أوصله إلى ما أنزل إليه بلا تغيير وتبديل أصلا - نزل به على قلبك يا أكمل الرسل؛ لتكون أنت أيضا كسائر الرسل من المنذرين؛ لتنذر أهل الغفلة والغرور من قومك، كما أنذروا.
لذلك أنزله سبحانه { بلسان عربي مبين } [الشعراء: 195] ظاهر الدلالة وواضح الفحوى، مناسبا بلغة من أرسلت إليهم، ولو أنزله على لغة العجم كالكتب السالفة لقالت العرب: ما نفهم معناه، ولا نعرف مقتضاه.
{ وإنه } أي: إنزال القرآن عليك يا أكمل الرسل عربيا { لفي زبر الأولين } [الشعراء: 196] أي: مثبتا مزبورا في كتبهم مع نعتك أيضا وحليتك، وجميع أوصافك.
{ أ } تنكرون صدق القرآن وصحة نزوله من عند الله على محمد صلى الله عليه وسلم { و لم يكن لهم } ولم تثبت عندهم { آية } تدل على صدقه وحقيته، وصحة نزوله من عند الله، وهي { أن } أي: إنه { يعلمه } ويعرفه { علماء بني إسرائيل } [الشعراء: 197] وأحبارهم، يخبرون به ويقرؤون في كتبهم اسمه، واسم من أنزل إليه ونعته وحليته.
{ ولو نزلناه } أي: القرآن { على بعض الأعجمين } الشعراء: 198] { فقرأه عليهم } بلسانهم وعلى لغتهم { ما كانوا به مؤمنين } [الشعراء: 199] حينئذ، معللين بأنا لا نفهم معناه، ولا نعرف فحواه، فكيف عملنا به وامتثلنا به فيه؟.
{ كذلك } أي: مثل ما قررنا القرآن وأدخلناه في قلوب المؤمنين { سلكناه } وأدخلناه أيضا { في قلوب المجرمين } [الشعراء: 200] إلا أن المؤمنين آمنوا به وامتثلوا بما فيه؛ لصفاء طينتهم.
والمجرمون { لا يؤمنون به } عنادا ومكابرة؛ لخبث طينتهم { حتى يروا العذاب الأليم } [الشعراء: 201] المؤلم الملجء لهم إلى الإيمان في وقت لا ينفعهم إيمانهم.
Halaman tidak diketahui