Tafsir Al-Jilani
تفسير الجيلاني
Genre-genre
{ وتلك القرى } التي في مرآك أطلالهم، وآثار منازلهم ومزارعهم { أهلكناهم لما ظلموا } أي: حين خرجوا عن مقتضى حدودنا وأوامرنا ونواهينا المنزلة في كتبنا لرسلنا وكذبوهم وأنكروا عليهم { و } من سنتنا القديمة أنا متى أردنا إهلاك قرية من المستوجبين للمقت والهلاك { جعلنا لمهلكهم } أي: هلاكهم وإهلاكهم { موعدا } [الكهف: 59] وقتا معينا حين وصلوا إليها هلكوا حتما مقضيا؛ إذ لا مرد لقضائنا المبرم، ولا معقب لحكمنا المحكم.
{ و } اذكر يا أكمل الرسل قصة موسى الكليم عليه السلام وإعجباه لنفسه حين خطب على المنبر بعد هلاك القبط، ودخوله ملك مصر خطبة عجيبة بليغة إلى حيث رقت القلوب وذرفت العيون، فقيل له، هل في الأرض أعلم منك؟
قال: لا.
فعتب عليه سبحانه لإعجابه، فقال سبحانه: " إن لنا في مجمع البحرين عبدا هو أعلم منك ".
فقال موسى عليه السلام: دلني عليه يا ربي؛ لأخدمه وأتعلم منه، وأستفيد من فتوحات أنفاسه الشريفة.
فقال له سبحانه: " خذ حوتا مملوحا يكون زادا لك واطلبه، فحيث فقدت الحوت فهو ثمة " فأخذ ومضى على الوجه المأمور.
اذكر وقت: { إذ قال موسى لفته } وهو يوشع بن نون، وكان خادمه { لا أبرح } أي: لا أقعد ولا أستريح من السفر { حتى أبلغ مجمع البحرين } ملتقى بحر فارس والروم. وأجد عنده من دلني الله عليه { أو أمضي } وأسير { حقبا } [الكهف: 6] زمانا طويلا ومدة مديدة إن لم أجده هناك حتى أجده وأستفيد منه، فرمى الحوت المشوي المملوح في مكتل، وحمله يوشع فذهبا، وأوصى موسى لفتاه متى فقدت الحوت أخبرني.
{ فلما بلغا مجمع بينهما } أي: بين البحرين { نسيا } عند المجمع { حوتهما } يعني: نسي موسى التفقد والاستخبار من يوشع عنه، ونسي يوشع أن يذكر لموسى ما رأى من أمر الحوت وحياته ووقوعه في الماء.
وذلك أنه عزم يوشع التوضؤ عند المجمع، وكان على شاطئ البحر صخرة، فتمكن يوشع عليها ليتوضأ، فانتضح الماء على مكتله، فترشح على الحوت، فوثب من المكتل، ورمى نفسه في البحر { فاتخذ سبيله في البحر سربا } [الكهف: 61] أي: صار الماء كالطاق يسري الحوت تحته بسهولة، فتعجب يوشع من حياته ووثبته في الماء وسلوكه، فارتحلا متجاوزين من البحر تلك الليلة والغد إلى الظهر فنسي يوشع ذكر ما رأى لموسى.
[18.62-74]
Halaman tidak diketahui