Tafsir Al-Jilani
تفسير الجيلاني
Genre-genre
ومن فضل الله لكم { وقد نزل عليكم في الكتب } المبين لدينكم، المنزل على نبيكم { أن } أي: أنه { إذا سمعتم } وعلمتم حين تلاوتكم { آيات الله } على رءوس الملأ أنه { يكفر بها ويستهزأ بها } - العياذ بالله - { فلا تقعدوا معهم } مع هؤلاء الكفار المستهزئين بل اتركونهم ومجالستهم { حتى يخوضوا في حديث غيره } فإن لم تتركوهم، وتخرجوا من بينهم صرتم منتسبين للكفر، والاستهزاء بآيات الله { إنكم إذا } حين لم تتركونهم وتقعوا معهم { مثلهم } في استحقاق العذاب والنكال { إن الله } المتعزز بالمجد والبهاء لقادر على كل ما أراد وشاء { جامع المنفقين } المداهنين { والكفرين } المكذبين، المستهزئين { في جهنم } البعد والخذلان، وسعير الطرد والحرمان { جميعا } [النساء: 140] مجتمعين بلا تفاوت في العقوبة.
[4.141-143]
وكيف لا يجمع المنافقون مع الكافرين، وهم { الذين يتربصون بكم } أي: ينتظرون لمقتكم وهلاككم أيه المؤمنون المخلصون { فإن كان لكم فتح } وغنيمة { من } نصر { الله } عليكم { قالوا ألم نكن معكم } وفي عسكركم، لم لم يسهموا علينا، ولم يستخرجوا حقنا من الغنيمة؟ { نصيب } المقاتلين { قالوا } حظ من الاستيلاء والغلبة { وإن كان للكافرين } للكفرة إظهارا للمؤاخاة والمظاهرة: { ألم نستحوذ } ولم نستعن { عليكم } بالتكاسل والتواني وعدم الإعانة والمظاهرة عليهم، وإلقاء الرعب في قلوبهم { ونمنعكم } بهذه الحيل { من المؤمنين }؟
فعليكم أن تشركونا فيما أصبتم منهم؛ إذ كانا متسببين لهم، لا تبالوا أيها المؤمنون بإيمان هؤلاء المنافقين وادعاء وفاقهم، ولا ينافقهم وشقاقهم { فالله } المطلع لضمائرهم { يحكم بينكم يوم القيامة } المعد للفصل والانتقام { و } ان احتجوا عليكم، وادعوا الإيمان؛ تلبيسا في هذه النشأة { لن يجعل الله } المولي لأمور عباده { للكافرين } المنافقين الملبسين { على المؤمنين } الموقنين، المخلصين { سبيلا } [النساء: 141] حجة دليلا في النشأة الأخرى؛ إذ فيها تبلى السرائر، وتكشف الضمائر، وتجزى كل نفس بما تسمى.
ثم قال سبحانه: { إن المنافقين } المصرين على النفاق، يتخيلون أنهم { يخادعون الله } ويلبسون عليه، كخديعهم وتلبيسهم على المؤمنين { و } الحال أنه { هو خادعهم } وماكرهم باقتدارهم على هذا الخداع؛ إذ يترتب عليه من الجزاء ما لو علموا لهلكوا { و } من جملة نفاقهم وشقاقهم أنهم { إذا قاموا إلى } أداء { الصلاة } مع المؤمنين { قاموا كسالى } مبطئين، متكاسلين، وليس غرضهم منها سوى أنهم { يرآءون الناس } حتى يظنوا أنهم مؤمنون، مخلصون { و } مع ذلك { لا يذكرون الله } في الصلاة { إلا قليلا } النساء: 142] منهم، أخلصوا في نفسه، ولم يظهروا لخوفهم ، والحاصل أن أهل النفاق ليسوا من الكافرين عند الكافرين، وأيضا ليسوا من المؤمنين عند المؤمنين.
بل { مذبذبين } مرددين { بين ذلك } بحيث { لا } ينسبون { إلى هؤلاء } المؤمنين { ولا إلى هؤلاء } الكافرين، هم في أنفسهم ضالين، وعند الله مردودين { ومن يضلل الله } ويحليه على الضلال { فلن تجد له سبيلا } [النساء: 143] إلى الهداية أصلا.
اهدنا بلطفك إلى الصراط المستقيم.
[4.144-147]
{ يا أيها الذين آمنوا } مقتضى إيمانكم { لا تتخذوا الكافرين أوليآء من دون المؤمنين أتريدون } بصنيعكم هذا { أن تجعلوا لله } المحاسب، المجازي لأعمال عباده { عليكم } أيها المتخذون { سلطانا مبينا } [النساء: 144] حجة واضحة على كفركم ونفاقكم؛ إذ من فعلكم هذا يلوح أثر النفاق والشقاق مع المؤمنين، فعليكم ألا تصحبوهم، ولا تتخذوهم أولياء، سيما بعد ورود النهي، حتى لا تلحقوا بهم، ولا تحشروا في زمرتهم.
{ إن المنافقين } المصرين على النفاق { في الدرك الأسفل } والمرتبة الأرذل، الأذل { من النار } المعد لجزاء العصاة، الطغاة، الضالين عن طريق الحق وصرطه المستقيم { ولن تجد لهم نصيرا } [النساء: 145] يشفعه لهمن وينجيهم منها.
Halaman tidak diketahui