Tafsir Al-Jilani
تفسير الجيلاني
Genre-genre
{ ولا تجادل } يا من أرسل على الحق مع المحقين { عن } جانب المبطلين { الذين يختانون أنفسهم } باقتراف الخياننة وانتسابها إلى الغير افتراء { إن الله } المرسل لك على الحق { لا يحب من كان خوانا } مقترفا للخياننة { أثيما } [النساء: 107] مفتريا لغيره؛ تنزيها لنفسه عند الناس، استخفاء منهم.
وهم من غاية عمههم وجهلهم { يستخفون } خيانتهم { من الناس } مع بعدهم عنهم { ولا يستخفون من الله وهو معهم } والرقيب عليهم أقرب من وريدهم { إذ يبيتون } يلبسون ويزورون { ما لا يرضى } الله { من القول } الكاذب ورمي البرئ وشهادة الزور، والحلف الكاذب وغير ذلك { وكان الله } المطلع بسرائرهم وضمائركم { بما يعملون } من أمثال هذه الأباطيل الزائفة { محيطا } [النساء: 108] لا يعزب عن عمله شيء.
{ هأنتم } أيها المجادلون المبطلون { هؤلاء } الخائنون المفترون { جدلتم عنهم في الحيوة الدنيا } فسترتم ما عرض بهم من الخيانة والعار في هذه الدار { فمن يجدل الله } المنتقم { عنهم يوم القيمة } ويستر زلتهم عنه فيها { أم من يكون عليهم وكيلا } [النساء: 109] بظاهرهم، وينقذهم من عذاب الله وبطشه.
[4.110-113]
{ و } بالجملة: { من يعمل سوءا } معصية متعدية ليسوء به غيره رميا وافتراء { أو يظلم نفسه } بالخروج عن حدود الله بلا تعدية إلى الغير، ثم بعدما تفطن بوخامة عاقبته { ثم يستغفر الله } بالتوبة والندامة الناشئة عن محض الخلوص والتيقظ { يجد الله } الموفق له على التوبة { غفورا } يغفر ذنوبه { رحيما } [النساء: 110] يقبل توبته تفضلا وامتنانا.
{ ومن يكسب } منكم { إثما } موجبا للنكال والعذاب { فإنما يكسبه على نفسه } لا يتعدى وباله عنه { وكان الله } المجازي لعباده { عليما } بما صدر عنهم { حكيما } [النساء: 111] فيما جرى عليهم.
{ ومن يكسب } منكم { خطيئة } معصية صادرة عن خطأ لا عن قصد { أو إثما } صادرا عن قصد وعن اختيار { ثم يرم به } منزها عند نزاهة نفسه { بريئا فقد احتمل } وتحمل الرامي { بهتانا } افتراء { وإثما مبينا } [النساء: 112] في إسقاط العدالة واستجلاب العذاب.
{ ولولا فضل الله عليك } يا أكمل الرسل بإنزال الوحي { ورحمته } بإعلام ما هم عليه من رمي البريء { لهمت طآئفة منهم أن يضلوك } عن منهج الرشاد ومقتضى حكم الله وأمره { و } بعدما أدركك الوحي والإلهام { ما يضلون } بتلبيسهم { إلا أنفسهم } إذ عاد وباله ونكاله عليهم { وما يضرونك من شيء } أي: شيئا من الضرر؛ لأن الله يعصمك عما لبسوه عليك، ويأخذهم { و } عليك أن تجتنب عن تلبيساتهم وتزوراتهم، والإصغاء إلى أكاذيبهم ومفترياتهم؛ إذ { أنزل الله عليك } من غاية لطفه { الكتاب } المبين للوقائع والأحكام { والحكمة } المتقنة الكاشفة عن سرائرها { وعلمك } من الحقائق والمعارف { ما لم تكن تعلم } من قبل { وكان فضل الله عليك } بإعطاء هذه الفضائل { عظيما } [النساء: 113] إذ لا فضل أعظم منه.
[4.114-116]
وإذا كان شأنك عند الله هذا، لا تبالك بهم وبمعاونتهم ومصاحبتهم؛ إذ { لا خير في كثير من نجواهم } دعائهم ومناجاتهم في خلواتهم { إلا من أمر } نفسه { بصدقة } على الفقراء موجبة لرحمة الله له { أو معروف } مستحسن عقلا وشرعا من الأخلاق الحميدة والخصائل المرضية { أو إصلاح بين الناس } على الوجه الأحسن الأوفق { ومن يفعل ذلك } كل واحد من ذلك { ابتغآء مرضات الله } خالصا لرضاه، بل تخلل الرياء والسمعة، وقصد الرئاسة والجاة بين الأنام { فسوف نؤتيه } من فضلنا وجودنا { أجرا عظيما } [النساء: 114] فوق ما يستحقه.
Halaman tidak diketahui