Tafsir al-Sulami
تفسير السلمي
Penyiasat
سيد عمران
Penerbit
دار الكتب العلمية
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
1421هـ - 2001م
Lokasi Penerbit
لبنان/ بيروت
قوله تعالى : ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه > 2 <
الأعراف : ( 143 ) ولما جاء موسى . . . . .
> > [ الآية : 143 ] .
قال أبو سعيد : من غيرة الله تعالى أنه لم يكلم موسى إلا في جوف الليل ، وغيبه | عن كل ذي حسب حتى لم يحضر كلامه معه أحد سواه ، وكذلك محادثته مع الأنبياء .
قال القرشي : إنما كلم الله موسى بإياه ، ولو كلمه على حد العظمة لذاب وصار لا | شيء .
قال الواسطي رحمة الله عليه : لما غاب موسى عن أنفاسه وحركاته وقام مقام | الانفراد مع الله ناداه
﴿إني أنا الله﴾
.
قال جعفر في قوله :
﴿ولما جاء موسى لميقاتنا﴾
قال : الميقات طلب الرؤية .
وقال جعفر : سمع كلامه خارجا عن بشريته وأضاف الكلام إليه ، وكلمه من نفسه | موسى وعبوديته فغاب موسى عن نفسه وفنى عن صفاته ، وكلمه ربه من حقائق معانيه ، | فسمع موسى صلى الله عليه وسلم من ربه ومحمد صلى الله عليه وسلم سمع من ربه صفة ربه ، وكان أحمد المحمودين | عند ربه ، ومن هذا كان مقام محمد صلى الله عليه وسلم المنتهى ، ومقام موسى عليه السلام الطور ، | ومنذ كلم الله موسى على الطور أفنى صفته ، فلم يظهر فيه النبات ولا تمكين لأحد | عليه .
وقال الحسين في قوله :
﴿ولما جاء موسى لميقاتنا﴾
قال : أزال عنه التوقيف والترتيب ، | وجاء إلى الله على ما دعاه إليه وأراده له وأخذه عليه وأوجده منه وأظهره عليه ، ببذل | الجهد والطاقات وركوب الصعب والمشقات ، فلما لم تبق عليه باقية بها يمتنع ، أقيم مقام | المواجهة والمخاطبة وأطلق مصطنعة لسانه بالمراجعة والمطالبة ، أما سمعت قوله قبل هذه | الحال طالبا منه لما طولع بحال الربوبية وكوشف بمقام الإلهية سائلا حل عقدة من لسانه | ليكون - إذا كان ذلك - مالكا لنطقه وبيانه .
Halaman 238