في الفصل الثاني «عناصر التفكير النقدي»، نتناول موضوعات المعرفة والمهارات والسمات الشخصية التي ينبغي توفرها لاكتساب مهارة التفكير النقدي. وعلى الرغم من التنوع الكبير في خيارات المحتوى والممارسات التي وضعها معلمو التفكير النقدي، فأنا أقترح في هذا الفصل وجود إجماع بشأن المعارف التي يجب على المفكر النقدي تحصيلها، والمهارات التي ينبغي له التمكن منها.
يبدأ الفصل الثالث «تعريف التفكير النقدي وتدريسه وتقييمه»، بمناقشة أعمق عن تعريف الباحثين لمصطلح «التفكير النقدي»، وكيفية استخدام المفهوم في أطر أوسع. إنني أزعم أن هذا الكتاب قد أنتج رؤية تكفي للمضي قدما في المشروع الحيوي، المتمثل في زيادة مقدار التفكير النقدي في العالم. ويتناول الجزء الباقي من هذا الفصل الكيفية التي يمكن تحقيق تلك الغاية من خلالها؛ إذ يصف البحوث والممارسات المتعلقة بطريق تعليم التفكير النقدي وتقييمه.
وبالرغم من أن المعلمين هم الفئة الأساسية التي يخاطبها هذا الكتاب، فإن هذه الفئة واسعة من وجهة نظري؛ إذ تشمل المدرسين في مؤسسات التعليم ما بعد الثانوي ممن حالفهم الحظ لتدريس تلك المادة بدوام كامل، ومدرسي التعليم الأساسي من الروضة وحتى المرحلة الثانوية، الذين يحاولون غرس مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب الذين يدرسون الرياضيات والعلوم والقراءة والكتابة، وغير ذلك من المواد التي تتطلب مهارات التفكير العليا. وهي تشمل أيضا أولياء الأمور الذين يريدون تربية أبنائهم على التفكير لأنفسهم. وأخيرا، تشمل هذه الفئة جميع الأفراد في أي رحلة تعليمية من أي نوع، في الصفوف الدراسية أو التعلم الذاتي، ممن يتوقون إلى التفكير بمزيد من الفاعلية والعيش في عالم تتخذ فيه القرارات بناء على التفكير المنطقي والمشاورات المدروسة.
الفصل الأول
أصول التفكير النقدي
من أين نشأت الفكرة القائلة بوجود شكل من أشكال التفكير فريد بما يكفي لوصفه بمصطلح «النقدي»؟
لما أصبحت تنشئة المفكرين النقديين أولوية تعليمية، فقد حاول المعلمون وصناع السياسات والباحثون فهم التفكير النقدي بطرق مشابهة لتلك التي تفهم بها التخصصات الأكاديمية الموجودة بالفعل. إن عملية تعلم مهارات مثل القراءة والكتابة أو تخصصات مثل الرياضيات والكيمياء والأحياء، تنطوي على اكتساب القدرات تدريجيا وفهم مجال المعرفة الذي تتألف منه كل من هذه المواد الدراسية. فأي شخص يدرس الكيمياء على سبيل المثال، يتعلم تعريف المادة الدراسية (وعادة ما تكون هذه التعريفات شبيهة بالتعريفات المعجمية، مثل: «علم يتناول تركيب المواد وبنيتها وخصائصها والتغيرات التي تمر بها».)
1
يتعلم دارسو الكيمياء أيضا عن الذرات والجزيئات قبل الانتقال إلى التفاعلات الكيميائية التي تكسر الروابط بين ذرات الجزيئات وتشكلها.
بدءا من هذا الفصل، سنتطرق إلى عدد من المحاولات لتحديد المقصود بالمفكر النقدي، بينما يخصص الفصل الثاني لوصف مختلف العناصر التي تدخل ضمن بنية التفكير النقدي، ويركز الفصل الثالث على الكيفية التي يمكن استخدامها لدمج تلك العناصر معا في سياق كيفية تعريف التفكير النقدي وتدريسه وتقييمه.
Halaman tidak diketahui