سيتناول هذا الفصل العناصر المتفق عليها، مثل التفكير المنظم أو المنطق، والمهارات اللغوية والمجادلة، مع تقديم بعض المهارات والسمات الأخرى؛ مثل الابتكار والسمات الشخصية، التي يرى عدد كبير من الباحثين والمعلمين أنها ضرورية من أجل التفكير النقدي. (1) التفكير المنظم
لقد فضلت استخدام لفظة «التفكير المنظم» على لفظة «المنطق» لتوضيح وجود عدة طرق مختلفة لتنظيم التفكير، وأن تدريب النفس على التفكير بطريقة منظمة أهم للتفكير النقدي من الطريقة التي نختارها. بالرغم من ذلك، فإن المفكر النقدي يدين للمنطق بالكثير؛ إذ إن نسق التفكير المنظم التالية كلها مبنية على أساس منطقي من أجل الوصول إلى الغايات ذاتها:
التعبير عما نفكر فيه نحن أو الآخرون، أو نحاول إيصاله بوضوح.
التصريح بالأسباب الدافعة لما نؤمن به أو نريد الآخرين أن يؤمنوا به.
القدرة على تحديد ما إذا كان المعتقد له مسوغات أم لا. (2) تعريفات وفروق
قبل تقديم نسق منطقية محددة، يجب مراعاة أن تلك النسق عادة ما تندرج تحت فئتين كبيرتين. الفئة الأولى هي المنطق «الصوري»، تركز هذه الفئة على بنية الحجج، ويقدم العديد من ضروب المنطق الصوري تمثيلات رمزية قوية للعبارات والأفكار التي ثبتت فائدتها الكبيرة (ولتسل أي عالم منطق أو مبرمج كمبيوتر عن ذلك). أما الفئة الثانية وهي «المنطق غير الصوري» فتعنى ببنية الحجج ومعاني الكلمات داخل تلك البنى من أجل تطبيق المبادئ المنطقية على التواصل اليومي.
على الرغم من أن المنطق الصوري، بما في ذلك العديد من النسق التي ابتكرت على مدار القرنين الماضيين، يوفر طرقا جديدة للبحث في المشكلات المعاصرة والقديمة،
1
فإن تدريس التفكير النقدي يركز بدرجة أكبر على المنطق غير الصوري، ويتضح ذلك في اسم الجمعية الأمريكية لمعلمي التفكير النقدي: «جمعية المنطق غير الصوري والتفكير النقدي».
2
Halaman tidak diketahui