Pemikiran Saintifik dan Realiti Semasa yang Terkini
التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر
Genre-genre
ويستطرد لاكاتوش فيقول: «... ولكي نستطيع أن نقيم هذه التعريفات نحتاج إلى أن نفهم الخلفية المشكلة لها ونتائجها. أولا، علينا أن نتذكر الاكتشاف المنهجي للاصطلاحيين من أنه لا توجد أي نتيجة تجريبية تستطيع أن تقتل النظرية، وأن النظرية يمكن أن تنقذ من المناقضة إما بواسطة فرض مساعد أو بإعادة شرح مناسب لألفاظها. وقد حل المكذب الساذج هذه المشكلة بإبعاد الفروض المساعدة إلى مستودع المعرفة الخلفية الخالية من المشاكل - في تعبيرات حاسمة - مستبعدا منها النموذج المستنبط لاختبار الموقف، وبذلك يجبر النظرية المختارة على العزلة المنطقية، التي تصبح فيها هدفا ساكنا لهجوم التجارب الاختبارية. لكن حيث إن هذه الطريقة لم تقدم إرشادا لإعادة البناء العقلاني لتاريخ العلم، فيمكننا أيضا أن نعيد التفكير في طريقتنا كلية.»
35
وإعادة البناء العقلاني للعلم في تصور لاكاتوش قائم على أن النظرية العلمية المتقدمة هي النظرية التي تنتقل فيها نظرية ما إلى الأمام ومعها محتوى معرفي وتجريب منطقي أكبر من نظرية أخرى، مما يؤدي إلى سلسلة من الاكتشافات لوقائع جديدة. إن ما حاول لاكاتوش أن يقوله هنا هو أن النظرية العلمية المتقدمة لم تعد كما كان يؤكد على ذلك أصحاب الوضعية المنطقية، متقدمة باتفاقها مع الوقائع الملاحظة، بل أصبح المعيار التجريبي لتقدمها يكمن في تقديم النظرية العلمية لوقائع جديدة؛
36
يقول لاكاتوش: «إذا قدمنا نظرية لحل تناقض بين نظرية سابقة ومثل مناقض بطريقة تجعل النظرية الجديدة تقدم فقط إعادة تفسير مبني على تناقض المحتويات (لغويا)، بدلا من تقديم تفسير مبني على زيادة في المحتويات (علميا)، فإن التناقض يحل بطريقة لا تتعدى تفسير معاني الكلمات، غير العلمية؛ فواقعة معينة تفسر علميا فقط إذا فسرت واقعة جديدة أخرى معها.»
37
ومن هذا المنطلق نود أن نتساءل: ماذا لو كان لدينا سلسلة من النظريات لديها محتوى معرفي أكبر وتتنبأ بوقائع جديدة، ولكن يوجد في هذه السلسلة بعض النظريات المتناقضة؟ يجيب لاكاتوش بأننا لو كان لدينا هذه السلسلة من النظريات ويوجد بينها عدد قليل من النظريات المتناقضة، فإننا لا بد أن نستبعد الواحدة تلو الأخرى من تلك النظريات المتناقضة، حتى إذا كان لدينا نظريتان في النهاية نفاضل بينهما عن طريق معرفة أيهما تقدم المحتوى الأكبر المعزز الذي يمدنا بشكل التقدم الذي تتخذه النظرية. أما سلسلة النظريات المتبقية فإنها تشكل متصلا يستمر ويلتحم ليشكل برامج للبحث.
38
وهنا يصل لاكاتوش إلى نفس النتيجة التي وصل إليها كل من بوبر وتوماس كون، ولكن لأسباب مختلفة، فنحن نعرف أن بوبر ذهب إلى لاعلمية نظريات التنجيم والتحليل النفسي والماركسية لعدم قابليتها للتكذيب، كما أن كون وصل إلى نفس النتيجة ولكن بسبب عجز هذه الأنساق عن تكوين أسلوب لتكوين وحل الألغاز. أما لاكاتوش فيرى أن هذه الأنساق لم تنجح في التنبؤ بوقائع ناجحة غير مطروقة أو غير متوقعة، فهل نجحت الماركسية في ذلك؟ لم يحدث على الإطلاق، على العكس فللماركسية تنبؤات فاشلة معروفة؛ فقد تنبأ الماركسيون بالفقر المطلق والأكيد للطبقات العاملة، كما تنبئوا بحتمية حدوث الثورة الاشتراكية الأولى في أكثر البلدان الصناعية تقدما، وأن المجتمعات الاشتراكية ستخلو من الثورات والإضرابات العمالية، وبعدم حدوث صراع أو تضارب في المصالح بين الدول الاشتراكية. ونحن لا ننكر بالطبع أن هذه التنبؤات العلمية عند نيوتن وأينشتين، ولكن الفارق الأساسي بينهما هو أن هذه التنبؤات الأخيرة فشلت جميعا. وكلنا يعرف ما حدث للاتحاد السوفييتي السابق عقب تفكك الجمهوريات السابقة وانهيار النظام الشيوعي في معظم البلدان التي أخذت به. ويبدو الموقف لنا وكأن لاكاتوش كان لا يستقرئ فعلا ما سوف يحدث بعد وفاته بثلاثة عقود؛ فقد رفض الماركسيون بعد فشل تنبؤاتهم الاعتراف بهذا الفشل؛ ومن ثم حاولوا تفسير وتبرير هذا الفشل، ففسروا ارتفاع مستوى معيشة الطبقات العاملة في البلدان الصناعية باختراع نظرية الإمبريالية العالمية، وفسروا سبب حدوث الثورة الاشتراكية الأولى في روسيا المتخلفة صناعيا آنذاك بدلا من حدوثها في أحد البلدان المتقدمة. كما فسروا حدوث ثورات شعبية في البلدان الاشتراكية كالتي حدثت في برلين عام 1953م وبودابست عام 1956م وبراج عام 1968م. وأخيرا فسروا الصراع بين البلدان الاشتراكية ذاتها كالصراع بين روسيا والصين. وقد استعانوا في كل هذه التفسيرات بفروض مساعدة إضافية تم تلفيقها بعد وقوع الأحداث وليس قبلها كما يحدث في النظريات العلمية.
39
Halaman tidak diketahui