هي واقعة فارغة، داهية(1) قامعة، حافية(2) قالعة، ألا وهي الحالقة، لا أقول حالقة شعر الرأس واللحية، بل حالقة الشرعة الناجية(3).
لعمر إلهك، أيها الناصر النادر، والله يغفر لك، هذه نصرة لا أرضى به أنا ولا ربي، ولا يرضى به من دوني، من الأداني والأقاصي، والطلبة والكملة، والعوام والكرام.
وكيف؛ فإنك ابتدعت لي ما يفر منه كل عادل، واخترعت لي ما لا يقر عليه إلا عاطل، وأتيت بما لم يأت به أحد من الأنصار، وحكمت بما لم يحكم به أحد من الأخيار، وكسرت قصعتي مع ما اشتهر لا تكسر القصعة(4)، وفتحت خزانتي مع ما اشتهر لا تفتح الخزانة، ولحست صحفتي(5) كلحس الهرة، وصرفت أمانتي مع حرمة الخيانة، فإنك لما أقررت لي، وقولك كقولي:
أني لست بملتزم الصحة، ولست بمهتم بالقوة.
وأني ناقل محض، ليس لي بصحة ما أذكره أو ببطلانه غرض.
Halaman 26