103

Peringatan bagi Yang Memerlukan Kepada Hadis-hadis Minhaj (Takhrij Minhaj al-Usul oleh al-Baydawi)

تذكرة المحتاج إلى أحاديث المنهاج (تخريج منهاج الأصول للبيضاوي)

Penyiasat

حمدي عبد المجيد السلفي

Penerbit

المكتب الإسلامي

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٩٩٤

Lokasi Penerbit

بيروت

والْحَارث هَذَا ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات، وَإِن جَهله الْعقيلِيّ وَابْن الْجَارُود وَأَبُو الْعَرَب، يعنون الْجَهْل بِحَالهِ من جِهَة أَنهم لم يظفروا بتوثيقه نصا من أحد، وَقد سبق حكم هَذَا الْجَهْل فِي كبار التَّابِعين. ثمَّ قَالَ: وَقد رَوَى هَذَا الحَدِيث عَن أبي عون عَن الْحَارِث أَبُو إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ وَشعْبَة بن الْحجَّاج الْمَعْرُوف بالتشدد فِي الرِّوَايَة والمعترف لَهُ بِزَوَال الْجَهَالَة وَصفا عَن رجال يكونُونَ فِي سَنَد رِوَايَته، فَرَوَاهُ عَن أبي إِسْحَاق أَبُو مُعَاوِيَة الضَّرِير وَعنهُ سعيد بن مَنْصُور وَابْن أبي شيبَة. ثمَّ قَالَ: وَأما محاولة توهين أَمر هَذَا الحَدِيث حَيْثُ وَقع فِي لفظ الْحَارِث عَن أَصْحَاب معَاذ من أهل حمص عَن معَاذ بِاعْتِبَار أَن أَصْحَاب معَاذ مَجَاهِيل وَرِوَايَة المجاهيل مَرْدُودَة، فمحاولة فَاسِدَة، لِأَن أَصْحَاب معَاذ معرفون بِالدّينِ والثقة، وَلَا يَسْتَطِيع هَذَا المحاول أَن يثبت جرحا فِي أحد أَصْحَاب معَاذ نصا. وَأما ذكر الْحَارِث لأَصْحَاب معَاذ بِدُونِ اكْتِفَاء مِنْهُ بِذكر اسْم مِنْهُم، فَإِنَّمَا هُوَ للدلالة عَلَى مبلغ شهرة هَذَا الحَدِيث من جِهَة الرِّوَايَة، حَتَّى ترَى الْأمة قد تَلَقَّتْهُ بِالْقبُولِ. قَالَ أَبُو بكر بن الْعَرَبِيّ فِي الْعَارِضَة: وَلَا أحد من أَصْحَاب معَاذ مَجْهُولا، وَيجوز أَن يكون فِي الْخَبَر إِسْقَاط الْأَسْمَاء عَن جمَاعَة وَلَا يدْخلهُ ذَلِك فِي حيّز الْجَهَالَة، وَإِنَّمَا يدْخل فِي المجهولات إِذا كَانَ وَاحِدًا، فَيُقَال حَدثنِي رجل أَو حَدثنِي إِنْسَان، وَلَا يكون الرجل للرجل صاحبا، حَتَّى يكون لَهُ بِهِ اخْتِصَاص، فَكيف وَقد زيد تعريفا بهم أَن أضيفوا إِلَى بلد، وَقد خرج البُخَارِيّ الَّذِي شَرط الصِّحَّة فِي حَدِيث عُرْوَة الْبَارِقي: سَمِعت الْحَيّ يتحدثون عَن عُرْوَة، وَلم يكن ذَلِك الحَدِيث فِي جملَة المجهولات، وَقَالَ مَالك فِي الْقسَامَة: أَخْبرنِي رجال من كبراء قومه، وَفِي الصَّحِيح:

1 / 111