فصل في ذكر من قتل من الفريقين (وأسر من الأعيان)
أما من أصحاب علي (ع): فجماعة منهم زيد بن صوحان وكان فارسا شجاعا وعلي ابن الهيثم وهند بن عمرو، ومن أصحاب عائشة (رض) كعب بن سور القاضي وهو أول قتيل وعبد الرحمن بن عتاب بن اسيد ومحمد بن طلحة بن عبيد الله وكان ناسكا غير ان أباه أخرجه كرها ونهى علي (ع) عن قتله، وقال اياكم وصاحب البرنس فانه خرج مكرها واشترك في قتله جماعة فقال قاتله:
واشعث قوام بآيات ربه
قليل الأذى فيما ترى العين مسلم
هتكت له بالرمح جيب قميصه
فخر صريعا لليدين وللفم
يذكرني حاميم والرمح شاجر
فهلا تلا حاميم قبل التقدم
على غير شيء غير ان ليس بايعا
عليا ومن لا يتبع الحق يندم
ويقال: الذي قتله عبد الله بن مكعبة حليف بني أسد وأخذ مروان بن الحكم فتشفع فيه الحسن والحسين (ع) فاطلقه علي (ع) فقالا له ألا يبايعك فقال أوليس قد بايعني يوم قتل عثمان لا حاجة لي في بيعته انها كف يهودية أما والله ان له أمارة كلعقة الكلب أنفه وستلقى الأمة منه ومن ولده يوما أحمرا.
واختلفوا في الذين قتلوا في ذلك اليوم، فقال قوم قتل من عسكر عائشة (رض ) ثمانية عشر ألفا وقيل اثني عشر الفا، ومن أصحاب علي (ع) خمسة آلاف وقيل الف.
وذكر الميداني: ان عليا (ع) لما وقف على القتلى قال:
أشكو اليك عجري ومجري
ومعشرا اعشوا علي بصري
إني قتلت مضري بمضري
شفيت نفسي وقتلت معشري
وفي هذا اليوم: ذهبت عين عدي بن حاتم الطائي، وقيل قتل من الفريقين عشرة آلاف.
وحكى سيف: ان عليا (ع) مر بكعب بن سور فوقف عليه وقال والله ما علمتك إلا قاضيا بالحق وجعل يترحم عليه.
Halaman 78