فقلت حسبك من لوم أبا حسن
فبعض هذا الذي قد قلت يكفيني
وهذه من جملة أبيات للزبير قالها لما خرج من العسكر أولها:
ترك الأمور التي يخشى عواقبها
لله اجمل في الدنيا وفي الدين
اخال طلحة وسط القوم منجدلا
ركن الضعيف ومأوى كل مسكين
قد كنت انصره حينا وينصرني
في النائبات ويرمي من يراميني
حتى ابتليت بأمر ضاق مصدره
فأصبح اليوم ما يعنيه يعنيني
ثم انصرف طلحة والزبير فقال علي (ع) لاصحابه: أما الزبير فقد أعطى الله عهدا ان لا يقاتلكم ثم عاد الزبير الى عائشة وقال لها ما كنت في موطن منذ عقلت عقلي إلا وأنا أعرف أمري إلا هذا؛ قالت له فما تريد أن تصنع قال أذهب وادعهم، فقال له عبد الله ولده جمعت هذين الفريقين حتى اذا جد بعضهم لبعض أردت أن تتركهم وتذهب احسست برايات ابن أبي طالب فرأيت الموت الأحمر منها أو من تحتها تحملها فتية أنجاد سيوفهم حداد فغضب الزبير وقال ويحك قد حلفت أن لا اقاتله فقال كفر عن يمينك فدعا غلاما له يقال له مكحول فأعتقه، فقال عبد الرحمن بن سلمان التميمي:
لم ار كاليوم أخا خوان
أعجب من مكفر الأيمان
بالعتق في معصية الرحمن
وقال آخر:
يعتق مكحولا لصون دينه
كفارة لله عن يمينه
والنكث قد لاح على جبينه
وفي رواية: ان الزبير لما قال له ابنه ذلك غضب فقال له ابنه والله لقد فضحتنا فضيحة لا نغسل منها رءوسنا أبدا فحمل الزبير حملة منكرة فقال علي (ع) أفرجوا له فأنه محرج فخرق الصفوف ثم عاد ولم يطعن برمح ولا ضرب بسيف ثم رجع الى ابنه وقال ويحك أهذه حملة جبان ثم خرج عن العسكر، وفي رواية ان عليا لما التقى بالزبير قال له قد كنا نعدك من خيار بني عبد المطلب حتى بلغ ابنك السوء ففرق بيننا وبينك أليس رسول الله (ص) قال لك كيت وكيت وذكر الحديث، وفي رواية ثم قال علي (ع)
Halaman 72