210

Tadhkirat Khawass

تذكرة الخواص‏

Genre-genre

أبي بكر، فاما ابن عمر فرجل قد وقذته (1) العبادة واذا لم يبق أحد غيره بايعك، واما الحسين فان أهل العراق لن يدعوه حتى يخرجوه فان خرج عليك فظفرت به فاصفح عنه فان له رحما ماسة وحقا عظيما، وأما ابن أبي بكر فانه ليست له همة إلا في النساء واللهو فاذا رأى أصحابه قد صنعوا شيئا صنع مثله، واما الذي يجثم لك جثوم الاسد ويطرق اطراق الافعوان ويراوغك مراوغة الثعلب فذاك ابن الزبير فان وثب عليك وامكنتك الفرصة منه فقطعه اربا اربا.

فلما مات معاوية، كان على المدينة الوليد بن عتبة بن ابي سفيان؛ وعلى مكة عمرو ابن سعيد بن العاص، وعلى الكوفة النعمان بن بشير، وعلى البصرة عبيد الله بن زياد؛ فلم يكن ليزيدهم بعد موت أبيه إلا بيعة النفر الذين سماهم أبوه.

فكتب الى الوليد بن عتبة فامره بأخذ البيعة عليهم اخذا شديدا ليس فيه رخصة فلما وقف على الكتاب بعث الى مروان بن الحكم فاحضره واوقف على كتاب يزيد واستشاره وقال كيف ترى ان اصنع بهؤلاء قال أرى أن تبعث اليهم الساعة فتدعوهم الى البيعة والدخول في الطاعة فان لم يفعلوا وإلا ضربت اعناقهم قبل ان يعلموا بموت معاوية لانهم إن علموا اوثب كل واحد منهم في جانب واظهر الخلاف والمنابذة ودعا الى نفسه إلا ابن عمر فانه لا يرى الولاية والقتال إلا أن يدفع عن نفسه أو يدفع اليه هذا الأمر عنوا، فارسل الوليد عمر بن عثمان إلى الحسين وإلى عبد الله بن الزبير فوجدهما في المسجد فقال أجيبا الأمير فقالا انصرف فالآن نأتيه.

ثم قال ابن الزبير للحسين: ظن فيما تراه بعث الينا في هذه الساعة التي ليس له عادة بالجلوس فيها إلا لأمر.

فقال الحسين أظن طاغيتهم قد هلك فبعث الينا ليأخذ البيعة علينا ليزيد قبل أن يفشو في الناس الخبر.

قال ابن الزبير هو ذاك فما تريد أن تصنع قال اجمع فتياني وأذهب اليه فجمع أهله وفتيانه ثم قال اذا دعوتكم فاقتحموا.

ثم دخل على الوليد ومروان عنده فاقرأه كتاب يزيد ودعاه الى البيعة فقال مثلي لا

Halaman 213