199

Tadhkirat Khawass

تذكرة الخواص‏

Genre-genre

دونه ثم قاتل عليها بكل وجه وتفرق عنه أصحابه وشك فيه شيعته قبل التحكيم وبعده حتى قاتله منهم جماعة ثم حكم حكمين رضي بهما واعطاهما عهده وميثاقه فاجتمعا على خلعه ثم كان جدك حسن بعده فباعها من معاوية بخرق ودراهم ولحق بالحجاز ورفع الامر الى غير أهله واخذ مالا من غير حله فان كان لكم فيها شيء فقد بعتموه واخذتم ثمنه ثم خرج عمك حسين على ابن مرجانة فكان الناس معه عليه حتى قتلوه وأتوا برأسه اليه ثم خرجتم على بني أمية فقتلوكم وصلبوكم على جذوع النخل وحرقوكم بالنيران ونفوكم من البلدان فقتلوا زيدا بالكوفة وابنه يحيى بخراسان واسروا صبيانكم ونسائكم وحملوهم في المحامل بغير وطأ كالسبي المجلوب الى الشام وطافوا برأس عمك حسين بن علي في البلدان حتى خرجنا عليهم فطلبنا بثاركم وادركنا بدمائكم وأورثناكم ارضهم وديارهم وقد كانت بنو أمية تلعن جدكم عليا على المنابر كما تلعن الكفرة وفي الصلوات المكتوبات فازلنا ذلك ولقد علمت ان مكرمتنا في الجاهلية سقي الحجيج الأعظم وعمارة المسجد الحرام وولاية المقام وزمزم فنازعنا فيها جدك فقضي لنا عليه ولقد قحط أهل المدينة فلم يتوسل عمر إلا بأبينا ولم يتقرب الى الله إلا به وابوكم حاضر فلم يتوسل به ولم يكن بعد رسول الله شرف ولا فضل إلا والعباس أحق به وقد علمت ان الإسلام جاء والعباس يمون أبا طالب وعياله للازمة التي اصابته ولو لا ان العباس اخرج الى بدر مكرها لمات طالب وعقيل جوعا وللحسا جفان عتبة وشيبة ولكنه كان من المطعمين فاذهب الله به عنكم العار والسبة وكفاكم النفقة والمئونة ثم فدى عقيلا يوم بدر فكيف تفخرون علينا وقد علناكم في الكفر وفديناكم من الاسر وحزنا عليكم مكارم الآباء وورثنا دونكم خاتم الانبياء وطلبنا بثاركم فادركنا ما عجزتم عنه والسلام.

ولما يئس أبو جعفر منه بعث اليه عيسى بن موسى عمه وقال ما ابالي أيهما قتل صاحبه لأن السفاح كان قد عهد الى عيسى بعد أبي جعفر وابو جعفر كان يكره ذلك وجهز مع عيسى أربعة آلاف ثم قال له ابذل له الامان قبل قتاله، وسار عيسى فلما وصل الى فيد كتب الى جماعة من اصحاب محمد فتفرقوا عنه وكان قد اجتمع مع محمد بمائة الف فحفر خنادق المدينة واستعد.

وقال الصولي: لما نزل اصحاب ابي جعفر بعقوة محمد لم يكن همه إلا ان حرق ديوانه وكان فيه اسامي من كاتبه وبايعه؛ فلما فرغ من ذلك قال الآن طبت نفسا

Halaman 202