تلك النفس العيوفة
ومنها قوله: «تلك النفس العيوفة». و«عيوف» فعول بمعنى الفاعل، فيستوي فيه المذكر والمؤنث مع ذكر موصوفه. والصواب أن يقال: «النفس العيوف».
اللام وزيادتها في جواب إن وإذا
ومنها قوله: «إذا دققت النظر لرجعت إلى كلامي» ربط جواب «إذا» باللام، كأنه حملها على «لو». والصواب بدون اللام. نعم إنهم أجروا «إن» الشرطية مجرى «لو» في إدخال اللام على جوابها كقولهم: «وإلا لكان كذا»، ولكنهم لم يجروا «إذا» هذا المجرى.
سمع به كافة الناس
ومن أغلاطهم قولهم: «سمع به كافة الناس». وإضافة «كافة» أو إدخال «أل» عليها مذهب ضعيف جدا. والصحيح في استعمالها تجريدها من «أل»، والإضافة والإتيان بها منصوبة على الحال. وهكذا: قاطبة وطرا، فيقال: «سمع به الناس كافة».
حور.تحوير
ومنها قولهم: «فعملهم الآن محصور في تحوير المعاهدة». والتحوير في اللغة: التبييض، يقال: «حور الثوب» إذا قصره وبيضه. فالصواب أن يقال هنا: في تنقيح المعاهدة أو تعديلها أو تهذيبها.
فقط
في فقرة سابقة أشرنا إلى خطأ استعمال «فقط» بعد أدوات الاستثناء والأفعال التي تفيد معنى الحصر كقولهم: «لم يزرنا إلا ثلثة رجال فقط» و«ما رأيناه غير مرتين فقط» و«ما قصرنا جريدتنا على هذه المباحث فقط». ونبهنا على كون زيادة «فقط» في مثل هذه الأمثلة حشوا لا فائدة له؛ لأن الكلام يستقيم كل الاستقامة بتركها. والآن نقول إن هذا الاستعمال باق لسوء الحظ شائعا حتى بين الذين يعدون أنفسهم من كبار علماء اللغة. ومن ذلك قول بعضهم في مقالة نشرها حديثا: «لم تنحصر شهرتها في القاهرة فقط». وهل من فائدة للكلمة «فقط» في تركيب كهذا؟ وكثيرون من الكتاب انساقوا بعامل التحذلق إلى استعمال «فحسب» كاستعمال فقط، أي في غير محلها وبلا أقل مسوغ لها. ولا يخفى أن هاتين الكلمتين كلتيهما تستعملان في الإيجاب لا في النفي وبمعنى واحد، نحو: «زارني مرة فقط»، و«تناولت من الطعام وجبة فقط»، و«المراد بالنهار من طلوع الشمس إلى غروبها فحسب»، و«الرزق بيد الله فحسب»، و«زيد صديقي فحسب». ومعنى «فحسب» في الأمثلة الثلثة: فقط أو يكفي. لكنهم في هذه الأيام يسرفون في استعمالها على خلاف وضعها.
Halaman tidak diketahui