قال ابن الدمينة:
وأنتِ التي كلفتني دلج السرى ... وجونُ القطا بالجلهتين جثومُ
وأنتِ التي قطعتِ قلبي حزازة ... وقرفتِ قرحَ القلب فهو كليمُ
وأنتِ التي أحفظتِ قومي كلهم ... بعيدُ الرضا داني الصدود كظيمُ
فأجابته أمامة:
وأنت الذي أخلفتني ما وعدتني ... وأشمتَّ بي من كان فيك يلومُ
وأبرزتني للناس حتى تركتني ... لهم غرضًا أرقى وأنت سليمُ
فلو أنَّ قولًا يكلم الجسم قد بدا ... بجسمي من قول الوشاة كلومُ
لابن الدمينة:
وإذا عتبتِ عليَّ بتُّ كأنني ... بالليل مختلس الرقاد سليمُ
ولقد أردتُ الصبرَ عنك فعاقني ... علقٌ بقلبي من هواكِ قديمُ
يبقى على حدثِ الزمان وريبه ... وعلى جفائك إنه لكريمُ
قال جميل:
وماذا عسى الواشون أن يتحدثوا ... سوى أن يقولوا إنني لك عاشقُ
نعم صدقَ الواشون أنت كريمةٌ ... علينا وإنْ لم تصفُ منك الخلائقُ
يضمُّ علي الليلُ أطباقَ حبها ... كما ضم أزرارَ القميص البنائقُ
قال آخر:
وما برحَ الواشون حتى ارتموا بنا ... وحتى قلوبٌ عن قلوب صوادفُ
وحتى رأينا أحسرَ الوصل بيننا ... مساكتةٌ لا يقرفُ الشر قارفُ
لآخر:
فإنْ ترجعِ الأيامُ بيني وبينها ... بذي الأثل صيفًا مثل صيفي ومربعي
أشد بأعناق النوى بعد هذه ... مرائر إنْ جاذبتها لم تقطعِ
قال زياد بن جميل:
رويقَ إني وما حجَّ الحجيجُ له ... وما أهلَّ بجنبي نخلة الحرمُ
لم ينسيني ذكركم مذ لم ألاقكم ... عيشٌ سلوتُ به عنكم ولا قدمُ
ولم يشارككِ عندي بعدُ غانيةٌ ... لا والذي أصبحتْ عندي له نعمُ
قال عمرو بن ضبيعة الرقاشي:
تضيقُ جفونَ الصبر عن عبراتها ... فتسفحها بعد التجلد والصبرِ
وغصةِ صدر أظهرتها فرفهتْ ... حزازة حرٍ في الجوانح والصدرِ
ألا ليقلُ من شاءَ ما شاء إنما ... يلامُ الفتى فيما استطاع من الأمر
قضى الله حبَّ المالكية فاصطبر ... عليه فقد تجري الأمورُ على قدرِ
لمرداس بن همام الطائي:
هويتكِ حتى كاد يقتلني الهوى ... وزرتك حتى لامني كلُّ صاحبِ
وحتى رأى مني أدانيكِ رقةً ... عليهم ولولا أنتِ ما لانَ جانبي
ألا حبذا لومًا الحياءُ وربما ... منحتُ الهوى من ليس بالمتقاربِ
بنفسي ظباءٌ من ربيعة عامر ... عذابُ الثنايا مشرفاتُ الحقائبِ
لبعض بني أسد:
تبعتُ الهوى يا طيبُ حتى كأنني ... من أجلك مضروس الجرير قؤودُ
تعجرفَ دهرًا ثم طاوع أهله ... فصرفه الرواضُ حيث تريدُ
وإنَّ ذيادَ الحبّ عنك وقد بدتْ ... لعيني آياتُ الهوى لشديدُ
وما كلُّ ما في النفس للناس مظهر ... ولا كل ما لا تستطيع نذودُ
وإني لأرجو الوصلَ منكِ كما رجا ... صدِي الجوفِ مرتادًا كداهُ صلودُ
وكيف طلابي وصلَ من لو سألته ... قذى العين لم يطلبْ وذاك زهيدُ
ومن لو رأى نفسي تسيلُ لقالَ لي ... أراكَ صحيحًا والفؤادُ جليدُ
قال آخر:
إني وإياكِ كالصادي رأى نهلًا ... ودونهُ هوة يخشى بها التلفا
رأى بعينيه ماءً عزَّ موردهُ ... وليس يملكُ دونَ الماء منصرفا
قال آخر:
وإني على هجران بيتكِ كالذي ... رأى نهلًا ريًا وليس بناهلِ
يرى بدر ماءٍ زيدَ عنه وروضةً ... برودَ الضحى فينانةً بالأصائلِ
لآخر:
منىً إنْ تكنْ حقًا تكنْ أحسن المنى ... وإلاَّ فقد عشنا بها زمنًا رغدا
قال آخر:
خليليَّ أمسى حبَّ خرقاءَ عامدي ... ففي القلب منه وقرةٌ وصدوعُ
ولو جاورتنا العام خرقاءُ لم نبلْ ... على جدبنا إلاَّ يصوبَ ربيعُ
قال آخر:
ألمّا على الدار التي لو وجدتها ... بها أهلها ما كان وحشًا مقيلها
وإنْ لم يكنْ إلا معرجَ ساعة ... قليلًا فإني نافعٌ لي قليلها
قال آخر:
ماذا عليك إذا خبرتني دنفًا ... رهنَ المنية يومًا أنْ تعودينا
أو تجعلي نطفةً في القعبِ باردةً ... وتغمسي فاكِ فيها ثم تسقينا
قال جميل بثينة:
1 / 47