فإنّ الذي يوذيك منه سماعه ... وإنَ الذي قالوا وراءك لم يقلُ
قال عمرو بن العاص ﵁:
إذا المرءُ لم يتركْ طعامًا يحبه ... ولم ينهَ قلبًا غاويًا حيث يمما
قضى وطرًا منه وغادر سبه ... إذا ذكرتَ أمثالها تملأ الفما
إذا أنا بالمعروف لم أثن صادقًا ... ولم أذمم الجبس الدني المذمما
ففيمَ عرفت الخير والشر باسمه ... وشق لي اللهُ المسمعُ والفما
إذا قلَّ مالي أو أصيب بنكبة ... .... حياتي عفةً وتكرما
وأعرضُ عن ذي المالِ حتى يقالَ لي ... قد أحدثَّ هذا نخوة وتعظما
وما بي من كبرٍ وسوءِ رعايةٍ ... ولكنه فعلي إذا كنتُ.....
قال ابن هرمة:
إذا أنتَ لم تأخذْ من الناسِ عصمةً ... تشدُّ بها في راحتيكَ الأصابعُ
شربت بطرقِ الماء حيث وجدته ... على كدر واستعبدتك المطامعُ
وإني لمما ألبسُ الثوبَ ضيقًا ... وترك لبس الثوبِ والثوبْ واسعُ
وأصرفُ عن بعض المياه مطيتي ... إذا أعجبت بعضَ الرجال المشارعُ
قال آخر:
وإني لأختارُ الحياءَ على الغنى ... وشرب قراح الماء بالبارد المحض
وألبس جلباب البلاء وقد أرى ... مكانَ الرخاء لو جعلتُ له عرضي
قال آخر:
وإني لأطوي البطنَ من دون ملئه ... إذا هبَّ أرواحَ الشتاء الزعازعِ
مخافة أنْ أدعى بطينًا وقد غدا ... بذميَ رُكبانُ المطيّ الخواضعِ
قال آخر:
أعين أخي أو صاحبي في بلائهِ ... أقومُ إذا عضَّ الزمانُ وأقعد
ومنْ يفرد الأخوانَ فيما ينوبهم ... تنبهُ الليالي مرةً وهو مفرد
قال حزن بن جناب التميمي:
لا تعترض للشرِّ من دون أهله ... إذا كنتَ خلوًا عن هواه بمعزلِ
ومن يقِ أعراضَ الرجال بعرضه ... يبحْ محرمًا من والديهِ ويجهلِ
فلاتك ممنْ يغلق الهم علمه ... عليه بمغلاقٍ من الشرِّ مقفلِ
ولا تجعل الأرضَ العريض محلها ... عليك سبيلًا وعرة المتنقلِ
وإنْ خفتَ من دارٍ هوانًا فولها ... سواك وعن دارِ الأذى فتحولِ
وما المرء إلا حيثُ يجعلُ نفسه ... ففي صالح الأعمالِ نفسك فاجعلِ
قال آخر:
أراك على الأيام والدهرِ عاتبًا ... وللدهرِ عذرٌ إنْ فليتَ له عذرا
وما الدهر بالجاني بشيءٍ تحبهُ ... ولا جالبَ البلوى فلا تشتم الدهرا
ولكنْ متى ما يبعثِ اللهُ أمرهُ ... على معشرٍ يقلبْ معاسرهم يسرا
قال حارثة بن بدر الغداني:
طربتَ بفاتور وما كدتَ تطربُ ... سفاهًا وقد جربتَ فيمن يجربُ
وجربتَ ماذا العيش إلاَّ تعلّة ... وما الدهرُ إلاّ منجنونٌ يقلبُ
وما اليومُ إلا مثلُ أمسِ الذي مضى ... ومثلُ غدِ الجائي وكلٌّ سيذهبُ
قال عبد العزيز بن زرارة:
وما لبُّ اللبيب بغير حظ ... بأغنى في المعيشة من فتيلِ
رأيت الحظ يستر كلَّ عيب ... وهيهات الحظوظُ من العقولِ
قال رجل:
ومنْ صحب الأيامَ عاتب صاحبًا ... وصاحبَ عذالًا وأدبهُ الدهرُ
وإني لأستغني فيبسطني الغنى ... ويقبضني عمنْ يقدمني العسرُ
قال أبو المنهال:
ليس امرءٌ فليكن ما كان أوله ... وإنْ تخلقَ إلاَّ مثلَ ما خلقا
لبعض بني أسد:
فالبس قرينك إنْ أخلاقهُ فحشتْ ... ولا تكنْ عند فحش طائشًا نزقا
لبستُ قومي على ما كانَ من خلق ... ولا جديد لمنْ لا يلبس الخلقا
وإنَّ أشعر بيتٍ أنتَ قائله ... بيتٌ يقال إذا أنشدته صدقا
وإنما الشعرُ لبُّ المرءِ يعرضه ... على المجالس إنْ كيسًا وإنْ حمقا
قال بعض بني أسد:
إني ليمنعني من ظلم ذي رحمٍ ... لبٌّ أصيلٌ وحلمٌ غيرُ ذي وصمِ
إنْ لان لنتُ وإنْ دبتْ عقاربهُ ... ملأتُ كفيه من صفح ومن كرمِ
قال المزرد:
وإني للباسٌ على المقتِ والقلى ... بني العم منهم كاشحٌ وحسودُ
أذبُ وأرمي بالحصى من ورائهم ... وأبدأ بالحسنى لهم وأعودُ
قال أبو هلال الحسن بن عبد الله العسكري في حماسته للخليل:
وأفضلُ قسم الله للمرءِ عقله ... فليسَ من الخيراتِ شيءٌ يقاربهْ
1 / 30