وإنْ كان مولى ليس فيما ينوبني ... من الأمر بالكافي ولا بالمعاونِ
قال حاتم بن عبد الله الطائي:
وما أنا بالسعي بفضلِ زمامها ... لتشرب ماء الحوض قبل الركائبِ
وما أنا بالطاوي حقيبة رحلها ... لأبعثها خفًا وأترك صاحبي
إذا كنت ربًا للقلوص فلا تدعْ ... رفيقك يمشي خلفها غير راكبِ
أنخها فأردفهُ فإنْ حملتكما ... فذاك وإنْ كان العقابُ فعاقبِ
قال الكندي:
وإني لعف عن مطاعم جمة ... إذا زين الفحشاء للنفس جوعها
قال عروة بن الورد:
دعيني أطوف في البلاد لعلني ... أفيدُ غنى فيه لذي الحق محمل
أليس عظيمًا أن تلمَّ ملمةٌ ... وليس علينا في الحقوق معول
قال آخر:
أخوكَ الذي إن تدعهُ لملمةٍ ... يجبك وإنْ تغضبْ إلى السيف يغضبِ
قال مالك بن حريم الهمداني:
أنبئتُ والأيامُ ذات تجارب ... وتبدي لك الأيامُ ما لست تعلمُ
فإن ثراء المال ينفعُ ربهُ ... ويثني عليه الحمدَ وهو مذممُ
وإنَّ قليل المال للمرء مفسدٌ ... يجزُّ كما جزَّ القطيعُ المحرمُ
يرى درجاتِ المجد لا يستطيعها ... ويقعد وسط القوم لا يتكلمُ
قال محمد بن بشير:
لأن أزجيَ عند العري بالخلق ... وأجتزي من كثير الزاد بالعلقِ
خيرٌ وأكرم من أنْ أرى مننًا ... معقودةً للئام الناسِ في عنقيِ
إني وإنْ قصرتْ عن همتي جدتي ... وكان مالي لا يقوى على خُلقي
لتاركٌ كل أمر كان يلزمني ... عارًا ويشرعني في المنهل الرنقِ
قال أيضًا:
ماذا تكلفك الروحاتِ والدلجا ... البر طورًا، وطورًا تركب اللججا
كم من فتى قصرت في الرزق خطوته ... ألفيتهُ بسهام الرزق قد فلجا
إن الأمور إذا انسدت مسالكها ... فالصبرُ يرتق منها كلَّ ما ارتتجا
لا تيأسنَّ وإنْ طالتْ مطالبةٌ ... إذا استعنتَ بصبر أن ترى فرجا
أخلقْ بذي الصبر أنْ يحظى بحاجته ... ومدمن القرعِ للأبواب أنْ يلجا
قدرْ لرجلك قبل الخطو موضعها ... فمن علا زلقًا عن غرةٍ زلجا
ولا يغرنك صفوٌ أنت شاربه ... فربما كان بالتكدير ممتزجا
أبصر لرجلك قبل الخطو موضعها ... فمن علا زلقًا عن غرة زلجا
قال حسان بن ثابت:
أصون عرضي بمالي لا أدنسهُ ... لا بارك الله بعد العرض في المال
أحتال للمال إنْ أودى فأكسبه ... ولست للعرض إن أورى بمحتال
قال المقنع الكندي:
يعاتبني في الدين قومي وإنما ... ديوني في أشياء تكسبهم حمدا
أسد به ما قد أخلوا وضيعوا ... ثغور حقوقٍ ما أطاقوا لها سدا
وإن الذي بيني وبين بني أبي ... وبين بني عمي لمختلفٌ جدا
فإنْ أكلوا لحمي وفرتُ لحومهم ... وإنْ هدموا مجدي بنيتُ لهم مجدا
وإنْ ضيعوا غيبي حفظت عيوبهم ... وإنْ هم هووا عني هويتُ لهم رشدا
وإن زجروا طيرا بنحس تمر بي ... زجرت لهم طيرًا تمر بهم سعدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهم ... وليس رئيسُ القوم من يحمل الحقدا
لهم جلُّ مالي إن تتابع لي غنى ... وإن قل مالي لم أكلفهم رفدا
وإني لعبدُ الضيف ما دام نازلا ... وما شيمةٌ لي غيرها تشبه العبدا
على أنَّ قومي ما يرى غير ناظرٍ ... كشيبهم شيبًا ولا مردهم مردا
بفضلٍ وأحلام وجودٍ وسؤددٍ ... وقومي ربيعٌ في الزمان إذا اشتدا
قال رجل من الفزاريين:
إلا يكنْ عظمي طويلًا فإنني ... له بالخصال الصالحات وصول
ولا خير في حسن الجسوم ونبلها ... إذا لم تزن حسن الجسوم عقول
وإذا كنت في القوم الطوال علوتهم ... بعارفةٍ حتى يقال طويلُ
وكم قد رأينا من فروعٍ كثيرة ... تموتُ إذا لم تحيهنَّ أصولُ
ولم أرَ كالمعروف أما مذاقه ... فحلوٌ وأما وجهه فجميلُ
قال عبد الله بن معاوية بن عبد الله الطالبي:
أرى نفسي تتوقُ إلى أمور ... ويقصر دونَ مبلغهنَّ مالي
فنفسي لا تطاوعني ببخلٍ ... ومالي لا يبلغني فعالي
قال المتوكل الليثي:
إني إذا ما الخيلُ أحدثَ لي ... صرمًا وصلَّ الصفاءَ أو قطعا
1 / 26