بضرب يزيل الهام عن سكناته ... وطعن كأفواهِ المزاد المخرقِ
قال عبيد بن قماص:
وإني لضربٌ إذا الخيلُ أحجمتْ ... بسيفي ربَّ القونس المتوقدِ
وكنتُ إذا دارٌ جفتْ بي تركتها ... لغيري ولم أقعدْ على غير مقعدِ
قال عمر بن يربوع الغنوي:
ألم تحم نجدًا بمسنونة ... عتاق تباري بفرسانها
وبيضٍ صوارم مذروبة ... تقد الدروع بأبدانها
وشمٍّ عواسلَ مطرورة ... تصولُ الدماء بخرصانها
نكحنا نساءهم عنوة ... ببيض الصفيح ومرانها
عرانين صرعى تجرُّ الرياحُ ... عليها الذيول بجولانها
قال العيار بن محرز المازني:
ولا نرعى الهدون ولا الهوينا ... إذا خارت مصاعيب الرجال
ولكنا بنو اللأواء فيها ... جزعنا الدهر حالًا بعد حالِ
بنا يستعطفُ الأمر المولى ... ونحسمُ داء ذي الداء العضالِ
قال قيس بن الخطيم:
فلما هبطنا الحرث قال أميرنا ... حرامٌ علينا الخمرُ ما لم نضاربِ
فسامحه منا رجال أعزةً ... فما انقلبوا حتى أحلتْ لشاربِ
قال زيد الخيل:
وقد علمتْ سلامة أنَّ سيفي ... كريهٌ كلما دعيتْ نزالِ
أحادثهُ بصقل كل يوم ... فأعجمه بهامات الرجالِ
قال سوار بن حيان المنقريَّ:
ونحن حفزنا الحوفزان بطعنةٍ ... سقتهُ نجيعًا من دم الجوف أشكلا
قضى الله أنا يوم نقتسمُ العلى ... أحقُّ بها منكم وأعطى وأجزلا
فلستَ بمستطيع السماء ولم تجدْ ... لعزِ بناهُ الله فوقك مثقلا
قال زيد بن عمرو بن قيس:
وكنتُ إذا ما بابُ ملك قرعته ... قرعتُ بآباء ذوي حسب ضخمِ
همُ ملكوا أملاك آلِ محرقِ ... وزادوا أبا قابوس رغمًا على رغمِ
وكنا إذا قومٌ رمينا صفاتهم ... تركنا صدوعًا في الصفاة التي نرمي
فنرعى حمى الأعداء غيرَ محرَّم ... علينا ولا يُرعى حمانا الذي نحمي
قال القلاح بن زيد، أحد بني عمرو بن مالك:
تحضض زيدًا عرسه فيطيعها ... عليَّ وللواشي أغشُّ وأكذبُ
ولو جاء يوم ينشفُ البأسُ ريقه ... لقاتلتْ عنك القوم وهي تخضبُ
ولا يستوي يا زيد درجٌ ومجمرٌ ... وصدرُ سنانٍ في الحروبُ مجربُ
قال مؤبن اللجلاج:
ألم تر أن الشرَّ مما يهيجه ... أصاغرهُ حتى يتمَّ فيكبرا
وإن كمين العرّ يخفي دواؤه ... على أهله حتى يبين فيظهرا
قال المفضل بن المهلب:
هل الجورِ إلا أن تجودَ بأنفسٍ ... على كلِّ ماضي الشفرتين قضيبِ
ومنْ هزَّ أطراف القنا خشيةَ الردى ... فليس لمجد صالح بكسوبِ
قال أنس بن مدرك:
كم من أخ لي كريم قد أصبتُ به ... ثم بقيتُ كأني بعده حجر
لا أستكينُ على ريب الزمان ولا ... آسى على الأمر يأتي دونه القدرُ
مردى حروب أجيل الأمر جائلهُ ... إذْ بعضهم لأمور تعتري جزرُ
إني وعقلي سليكًا بعد مقتله ... كالثور يضربُ لمَّا عافتِ البقرُ
قال وعلة بن الحارث الجرميَّ:
إذا ما تلاقينا على الشحط أصبحتْ ... تحيتنا زرق الوشيج المقوَّم
ذوابلُ في أطرافها قعضبيةٌ ... رقاقٌ نواحيها رواءٌ من الدمِ
قال حاتم الطائي:
وخيلٍ تنادي للطعان شهدتها ... ولو لم أكن فيها لساء عذيرها
وغمرة موتٍ ليس فيها هوادةٌ ... تكونُ صدورُ المرهفات جسورها
وتأبى اهتضامي أسرةٌ ثعليةٌ ... كريمٌ غناها مستعف فقيرها
وأقسمت لا أعطي الملوك ظلامة ... وحولي عديٌّ كهلها وغريرها
قال الفرزدق:
حبوتم معدًا يوم كسرى بن هرمز ... بضربة فصل قومتْ كلَّ مائلِ
بأبطح ذي قارٍ غداة أتتكمُ ... قنابلُ موت تهتدي بقنابلِ
فضلتم بني شيبان فضلًا وسؤددًا ... كما فضلتْ شيبانُ بكر بن وائلِ
قال العباس بن عبد المطلب:
أبى قومنا أنْ تنصفونا فأنضفتْ ... قواطعٌ في أيماننا تقطر الدما
تركناهمُ لا تستحلون بعدها ... لذي رحم من سائر الناس محرما
وزعناهم وزع الحوامس غدوةً ... بكلَّ سريجي إذا هزَّ صمما
1 / 15