تذكير الأنام بسنن وآداب الصيام

Salem Jamal Al-Hindawi d. Unknown
83

تذكير الأنام بسنن وآداب الصيام

تذكير الأنام بسنن وآداب الصيام

Penerbit

دار الإمام الشافعي للطباعة والنشر

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٥هـ - ٢٠١٤مـ

Genre-genre

فالتمسوها في السبع والتسع هكذا هو في أول صحيح البخاري، وفيه تصريح بأن المراد برفعها رفع بيان علم عينها ولو كان المراد رفع وجودها لم يأمر بالتماسها (١). قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: وتكون في الوتر منها، لكن الوتر يكون باعتبار الماضي، فتطلب ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وليلة خمس وعشرين، وليلة سبع وعشرين، وليلة تسع وعشرين، ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبي ﷺ: «لتاسعة تبقى لسابعة تبقى لخامسة تبقى لثالثة تبقى» (٢)، فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليالي الأشفاع وتكون الاثنين والعشرين تاسعة تبقى، وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى، وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح. وهكذا أقام النبي ﷺ في الشهر، وإن كان الشهر تسعًا وعشرين كان التاريخ بالباقي كالتاريخ الماضي. وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه كما قال النبي ﷺ: «تحروها في العشر الأواخر»، وتكون في السبع الأواخر أكثر، وأكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين كما كان أبي بن كعب ﵁ يحلف أنها ليلة سبع وعشرين. فقيل له: بأي شيء علمت ذلك؟ فقال بالآية التي أخبرنا رسول الله ﷺ: «أخبرنا أن الشمس تطلع صبحة صبيحتها كالطشت لا شعاع لها»، فهذه العلامة التي رواها أبي بن كعب عن النبي ﷺ (٣).

(١) شرح صحيح مسلم، النووي (٨/ ٥٧، ٥٨). (٢) أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (٣٤٠٨)، وأبو داود الطيالسي في «مسنده» (٩٢٢). (٣) مجموع الفتاوى، ابن تيمية (٢٥/ ٢٨٤، ٢٨٥).

1 / 83