تذكير الأنام بسنن وآداب الصيام

Salem Jamal Al-Hindawi d. Unknown
68

تذكير الأنام بسنن وآداب الصيام

تذكير الأنام بسنن وآداب الصيام

Penerbit

دار الإمام الشافعي للطباعة والنشر

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٥هـ - ٢٠١٤مـ

Genre-genre

ودل هذا الحديث على ما يأتي: أولًا: أنه ﷺ كان يخصُّ العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يعملها في غيرها، منها: إحياء الليل، وإيقاظ الأهل، واعتزال النساء. ثانيًا: استحباب الاجتهاد في العبادة وإحياء الليل وايقاظ الأهل في هذه العشر اقتداءً به ﷺ. وعن الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ ﵂: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ» (١). قال صاحب مرقاة المفاتيح: أي: يبالغ في طلب ليلة القدر فيها، كذا قيل، والأظهر: أنه يجتهد في زيادة الطاعة والعبادة «ما لا يجتهد في غيره» أي: في غير العشر؛ رجاء أن يكون ليلة القدر فيه، أو للاغتنام في أوقاته والاهتمام في طاعته وحسن الاختتام في بركاته (٢). وقيل: كان يجتهد في العشر لمعنيين، أحدهما: لرجاء ليلة القدر، والثاني: لأنه آخر العمل، وينبغي أن يحرص على تجويد الخاتمة (٣). قال ابن بطال ﵀: إنما فعل ذلك ﵇؛ لأنه أخبر أن ليلة القدر فى العشر الأواخر، فَسَنَّ لأمته الأخذ بالأحوط فى طلبها فى العشر كله لئلا تفوت؛ إذ يمكن أن يكون الشهر ناقصًا وأن يكون كاملًا، فمن أحيا ليال العشر كلها لم يفته منها شفع ولا وتر، ولو أعلم الله عباده أن فى ليالى السنة كلها مثل هذه الليلة لوجب عليهم أن يحيوا الليالى كلها فى طلبها، فذلك يسير فى جنب

(١) أخرجه مسلم (١١٧٥)، وابن خزيمة في «صحيحه» (٢٢١٥). (٢) انظر: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للقاري (٤/ ١٤٤١). (٣) انظر: شرح سنن أبي داود للعيني (٥/ ٢٨٠).

1 / 68