تذكير الأنام بسنن وآداب الصيام

Salem Jamal Al-Hindawi d. Unknown
58

تذكير الأنام بسنن وآداب الصيام

تذكير الأنام بسنن وآداب الصيام

Penerbit

دار الإمام الشافعي للطباعة والنشر

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٥هـ - ٢٠١٤مـ

Genre-genre

وروى يزيد الرقاشي عن أنس ﵁ قال: كانوا إذا صلوا الغداة، قعدوا حلقًا حلقًا، يقرءون القرآن، ويتعلمون الفرائض والسنن، ويذكرون الله ﷿ (١). وقال الشيخ ابن عثيمين ﵀: من المستحب أن الناس يجتمعون على تلاوة القرآن، كما يوجد الآن في حلقات تحفيظ القرآن في المساجد، فإن هذا النوع يجتمعون يتعلمون القرآن ويعلمونه، فإن هذا مما ندب إليه النبي ﷺ، وذلك فيما رواه أبو هريرة عنه ﷺ أنه قال: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ». هذه أربعة أشياء تترتب على هذا الاجتماع بقوله ﷺ: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ الله» وبيوت الله في الأرض المساجد، قال الله تعالى: ﴿«(بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (٣٦) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ «««««(﴾ [النور: ٣٦، ٣٧]، وأضاف الله هذه الأماكن إلى نفسه تشريفًا وتعظيمًا؛ ولأنها محل ذكره وتلاوة كلامه والتقرب إليه بالصلاة، وإلا فهو ﷾ فوق عرشه فوق سماواته لا يحل في شيء من خلقه، ولا يحل فيه شيء من خلقه جل وعلا لكن هذه الإضافة للتشريف. وقوله ﷺ: «يتلون كتاب الله» تلاوة كتاب الله ﷿ تنقسم إلى ثلاثة أقسام: ١ - تلاوة اللفظ. ٢ - تلاوة المعنى. ٣ - تلاوة العمل. أما تلاوة اللفظ: فمعروف يقرأ هذا وهذا وهذا، وهي على نوعين:

(١) انظر: جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي (٢/ ٣٠٠، ٣٠١).

1 / 58