وروي عن أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنه أنه قال: رأيت رب العزة في المنام، فقلت: يا رب ما أفضل ما يتقرب به المتقربون إليك؟ فقال: كلامي يا أحمد، فقلت: يا رب بفهم أو بغير فهم، فقال: بفهم أو بغير فهم. نقل هذه الرؤيا عنه كبار العلماء. وقد روى الثقفي أبو عبد الله القاسم بن الفضل من حديث ابن عمر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل عند الله، قال: ((قراءة القرآن في الصلاة، ثم قراءة القرآن في غير الصلاة)) الحديث وسيأتي مسندا إن شاء الله تعالى. وروى ابن وهب عن قرة بن عبد الرحمن والنهد بن منصور أن عبد الله بن شراحيل حدثهما أنه سمع عقبة بن عامر يقول: أيما راكب قرأ كان ردفه ملك، وأيما راكب تغنى كان ردفه شيطان. وروى الطبري في كتاب آداب النفوس قال: حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا عبد الصمد قال ثنا شعبة قال ثنا سلمة عن هلال بن يساف عن سمرة بن جندب أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خير الكلام أو خير العمل أربع إلا القرآن وهن من القرآن لا إله إلا الله، والحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر)) وقال منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن عميلة عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله غير أنه قال: ((لا يضرك بأيهن بدأت)) قال الطبري: وحدثني أبو عبد الرحيم البرقي قال: حدثني عمر -يعني ابن أبي سلمة- قال: سألت الأوزاعي عن قراءة القرآن أعجب إليك أم الذكر؟ فقال: سل أبا محمد -يعني سعيدا- فسألته فقال: بل القرآن. فقال الأوزاعي: إنه ليس شيء يعدل القرآن، ولكن إنما كان هدى من سلف يذكرون الله تعالى قبل طلوع الشمس وقبل الغروب.
قال المؤلف رضي الله تعالى عنه: قول سعيد بن المسيب حسن جدا, وقد أقر الأوزاعي بذلك وإن كان ذكر أن هدي السلف الذكر قبل طلوع الشمس وقبل الغروب, فلعل يذكرون بمعنى يقرؤون بدليل ما ذكرنا, وقد سمى الله سبحانه وتعالى كتابه العزيز ذكرا فقال:
Halaman 51