============================================================
وتوضيح بعض ما آجملناه من آخباره فيما وليه : فمن ذلك أنه في سادس صفر سنة ستين قدم إلى دمشق من مصر يتقدمه ألف فارس، وابنه بطلخاناه، وغير ذلك من أخياره.
واضيف إلى بيدمر عدة جهات وحجوبية الحجاب: وفي جمادى الأولى رسم بتحويله من الوقوف بسوق الخيل تجاه الباب، فركب إلى جانبه فوق الأمراء، فأرذمت1 لذلك أتوف .
وفي شعبان من هذه السنة ولي بيدمر المذكور نيابة حلب، وولى بعده الحجوبية بدمشق شهاب الدين أحمد بن القشتمري: وفي جمادى الأخرة سنة إحدى وستين توجه بيدمر بعسكر حلب إلى صوب سيس، فافتتحوا عدة حصون وقلاع.
وفي آخر رجب أو أول شعبان سنة إحدى وستين ولي الأمير ييدمر نيابة دمشق ، وقدم إليها من حلب في يوم السبت تاسع عشر شعبان وذلك بعد عزل / اسندمر أخي يلبغا [172/ب] اليحياوي عن نيابة دمشق ، ولم يزل ييدمر حاكما بدمشق إلى أثناء العشر الأخير آو قربه من شهر رمضان سنة اثنتين وستين وسبع مثة بطريق النيابة، ثم متغلبا عليها في مدة آربعة آشهر او أزيد أو أقل بقليل، ثم تحصن بقلعة دمشق لمفارقة اكثر عسكره له وغير ذلك ، ثم سلم نفسه بأمان فقبض عليه وقيد وسجن بالاسكندرية قريا من تسعة أشهر لعصيانه على مدبر الدولة بمصر الأمير يلبغا العمري المعروف بالخاسكي، وسبب ذلك أن الأمير يلبغا الخاسكى المذكور قبض على أستاذه الملك الناصر حسن بن الناصر محمد بن قلاوون في جمادى الأولى سنة اثنتين وستين، وأقام في السلطنة عوضه ابن أخيه الملك المنصور محمد بن المظفر حاجي بن الناصر محمد بن قلاوون، وتولى يلبغا تدبير دولته، وأهلك أستاذه الناصر حسن، وبعث إلى دمشق لتحليف الأمراء بها للملك المنصور وإقامة العدل بها، فنودى بذلك، وحلف الأمراء للمنصور، فتشمر لذلك ييدمر نائب دمشق، ثم تغلب عليها، وصرف على رجال قلعة دمشق بعد موت برياق نائبها، واستحلفهم على الطاعة والسمع 1 العبارة غير واضحة في الأصل . وقد جاء في "اللسان : الرذم : القطر والسيلان، تقول رذمت ترذم رذما وآرذمت.
Halaman 359