بالفعل وبحسب الوجود يجب أن يتعين فيجب أن تتعين أوضاع لا نهاية لها إلا أن يكون هناك مرجح ، والمرجح يكون بالحركة فيجب أن تكون الحركة وجدت حتى عينت لكن فرضنا هاهنا علة الحركة الوضع المعين ، فيكون قد تعين قبل الحركة هذا خلف فإذن معين الحركة غير الوضع ، فيكون إما طبيعيا وإما إراديا. والطبيعى قد بطل ، فبقى أن يكون إراديا وهو الوهم المؤثر.
الاستحالة التي تعرض للقوى فى الأجسام الطبيعية سببها الأمكنة والأوضاع وذلك أن الحركة على الاستقامة تصدر عن الطبيعة والمتحرك على غير حالته الطبيعية. والعلة فى تحدد حركاته وتكررها واستحالة طبيعته إلى بطلان قوة وتجدد أخرى وجود أيون وأوضاع متحددة بالفعل من ابتداء الحركة وإلى حيث يكون القرار فلا تزال الطبيعة فى كل آن تكون فى حال متجددة غير الأولى وهذه أحوال للميول المتبدلة. وكذلك الاستحالة فى كيفية ما مثلا كالحرارة الغريبة فى الماء فإنه لا يزال له فى كل آن استحالة وتغير وزيادة أو نقصان إلى أن يعود إلى حالته الطبيعية. والعلة المتجددة له فى ذلك وجود الأيون والأوضاع المتحددة بالفعل. وليس كذلك الحال فى الأجسام الفلكية : فليس كل وضع له يتحدد بالفعل يحدث فى القوى استحالة ، وليس سبب استحالته أوضاعه بل توهمه وإرادته المتجددة توهما بعد توهم. ويجب أن يكون التوهم توهما مؤثرا فى الاستحالة وهو توهم تتغير به أحوال الفلك (36 أ) فى طبيعته لا فى ذاته ويتلوه توهم آخر ينتج عنه ، ولا يزال يتحدد بتوهم بعد توهم على سبيل البطلان والتجدد وتكون هذه التوهمات له منتجة عن التوهم الثابت الأول الذي حصل فيه عن توهم الأول.
سبب الحركة للفلك تصور النفس التي له تصورا بعد تصور. وهذا التصور والتخيل الذي له مع وضع ما سبب التخيل الآخر أى يستعد بالأول للثانى مما يجب أن يعلم هذا وهو أنه هل يصح أن يستعد موضوع واحد بحركة لقبول حركة أخرى كما يصح فى أن يستعد بتخيل حال خيال لقبول خيال آخر أو يصح أن تكون التصورات المتكررة تصورا واحدا فى النوع كثيرة بالشخص أو تصورات مختلفة؟
الجواب : هذا التصور الثاني هو مثل التصور الأول نوعا لا شخصا ، فيجوز أن تصدر عنه حركة مثل حركته نوعا لا شخصا. فلو كانا مثلين شخصا لكان واحدا وصدر عنهما حركة واحدة بالعدد.
التصور المطلق ليس بأن يقع عنه حركة أولى من حركة أخرى وإنما تقع عنه حركة واحدة؛ وإن لم يكن التصوران مختلفين لم تكن حركة ، فإنه لا وضع أولى بأن يخرج إلى
Halaman 105