الأجسام فيها كثرة ، ويجب وجودها عن كثرة ، ولا كثرة إلا ما ذكرنا فيجب أن يكون وجودها تابعا لوجود الكثرة المذكورة ، والكثرة فى الأجسام ليست كالكثرة التي فى العقول التي هى سبب لوازمها وهى الإمكان من ذاتها والوجوب بالأول والتعقل للأول فإن الإمكان فى العقل الأول مثلا ليس هو مستفادا من غيره ، وليس كذلك الإمكان للهيولى والصورة فى الجسم فكل واحد منهما له حقيقة تستفيد الوجود من غيره.
خيرية الأفلاك والكواكب علة لخيرية الموجودات عنها وللزومها وليست هى قاصدة للاستكمال بتلك الخيرية التي عنها ، فإنها لا تخلو من أن تكون موجودة قبل القصد تامة ، ولا مدخل للقصد فى وجودها فلا تكون الخيرية المقصودة توجبها. وليس حال أن تلزم عنها هذه الموجودات لا عن قصد هو قصد هذه الحال ، فإنها إن قصدت أن تلزم عنها هذه الموجودات تكون خيريتها لازمة لهذا القصد ولازمة لخيرية الموجودات (34 ب) عنها ومعلومة لها وأما أن تكون غير كاملة وبهذا القصد تستكمل فيكون القصد علة لاستكمالها لا معلولا لها ، وبالجملة قصدها لأن تحصل عنها خيرية الموجودات عنها نقص لها وطلب الاستكمال بها فتكون خيريتها غير تامة ولازمة لقصدها. وفرق بين أن تلزم عن الخيرية خيرية ، وبين أن تقصد لأن يلزم عنها خيرية فإنها حينئذ تكون لازمة للقصد.
طبيعة الفلك من حيث هى طبيعة الجسم تطلب الأين الطبيعى والوضع الطبيعى لا أينا مخصوصا فيكون النقل عنه قسرا.
هذه الأوضاع والأيون كلها طبيعية له.
التشبه بالشيء هو أن يكون على مثال المؤتم به.
الفلك لو كان على أين مخصوص ووضع مخصوص لكان مقسورا على هذه الحركة.
كل شيء لم يكن متصورا بصورة مخصوصة فإنه قابل لجميع الصور من غير قسر وقبوله لكل الصور كالشىء الطبيعى فيه. ومثاله القوة الباصرة : لما لم يكن لها صورة مخصوصة كانت قابلة لجميع الصور.
الحركات المختلفة فى الفلك : كل واحدة منها تابعة لعرض عقلى ولتشبه بجوهر عقلى مفارق يخصه شوقا إليه. ولكل فلك عقل مفارق يعقل الخير الأول ، فليس يعقل الا شىء مفارق الذات بأن يحصل فيه صورة معقولة بالفعل يصير بها عقلا بالفعل. وهذا لا يمكن فى مخالط للجسم.
البارى والعقول لا يجوز أن يكون متوهما أو متخيلا بل معقولا لأنه لا يدرك بآلة
Halaman 101