معلولاهما ، لكن الآلة التي للنفس أظهر فعلا وأقوى وذلك أخفى. وإنما يكون التنفس أقوى بحسب الحاجة وشدة الحرارة وسعة المكان أعنى الصدر.
حركة الانقباض غير محسوسة ولكنها معلومة ، فإنها لا محالة ترجع إلى مكانها.
البسائط لا فصل لها فلا فصل للون ولا لغيره من الكيفيات ولا لغيره من البسائط ، وإنما الفصل للمركبات. وإنما نحاذى بالفصل الصورة كما نحاذى بالجنس المادة. والناطق ليس هو فصل الإنسان ، بل لازم من لوازم الفصل ، وهو النفس الإنسانى مثلا.
الفصول المنوعة لا سبيل البتة إلى معرفتها وإدراكها. وإنما يدرك لازم من لوازمها ، فلا سبيل إلى معرفة ما تنفصل به النفس النباتية عن النفس الحيوانية وعن الناطقة ، ولا إلى معرفة ما تنفصل به الحيوانية عن الناطقة ولا شك أن ذلك واحدة منهما فصلا أو فصولا يحصر جنسها ثم يحصر أنواعها.
الفصل المقوم للنوع لا يعرف ولا يدرك علمه ومعرفته ، والأشياء التي يؤتى بها على أنها فصول فانها تدل على الفصول وهى لوازمها وذلك كالناطق فإنه شىء يدل على الفصل المقوم للإنسان ، وهو معنى أوجب له أن يكون ناطقا. والتحديد بمثل هذه الأشياء يكون رسوما لا حدودا حقيقية وكذلك ما يتميز به الأشخاص وما تتميز به الأمزجة.
الميت يحمل عليه الإنسان باشتراك الاسم فيقال : هو إنسان ، وحمله عليه غير واجب فإن الإنسانية تتضمن الحيوانية ولا يصح أن يحمل على الميت أنه حيوان.
غذاء الروح هو النسيم فهى تحيله إلى جوهره وتغتذى به وتخرج ما قد سخن وتستخلف بدله. فأما الرطوبة فهى غذاء مستقرها وهو القلب ولهذا إذا لم يجد متنفسا بطلت ، وذلك كالسراج إذا (1) غمت ولم تجد متنفسا فإنها تطفأ ولا يغنى عنها الدهن.
كل متحرك فيجب أن يكون له ثابت لا يتغير ولا يتبدل ، عليه تكون الحركة كالفلك والمركز ، أو غيرهما كالنفس والمزاج أو الأجزاء المنوية والمزاج.
مركز الفلك موضوع لأن يعرض له أوضاع لا نهاية لها ، وتختلف نسبه بحسب تغير تلك الأوضاع ، والأوضاع التي لا نهاية لها لا يصح وجودها بالفعل لأنها غير متخصصة ، وكل وضع من الأوضاع التي يتحرك عليها الفلك يجب أن يتعين ويتخصص حتى يصح وجود الحركة لا بتخصص وجودها فى الأعيان. فيجب أن تكون فى نفس المحرك. وأيضا فإن هذه الأوضاع تتعين بعد الحركة. فإذن يجب أن يكون تعينها (48 ا) فى نفس المحرك فى الأعيان.
Halaman 137