النفي الصرف نحو: قلما سرت حتى أدخلها، بالنصب لا غير، ولو كان للإثبات لجاز الرفع كما هو مقرر في نواصب الفعل ويجيء بمعنى إثبات الشيء القليل، ويجوز أن يكون حلي من قولهم: حليت المرأة، أي: صارت ذات حلي، فيكون من (باب) الإستعارة التبعية التهكمية، وكذا قوله: متحل بالاستبعاد، حيث جعل الخيبة والاستبعاد حليا يتزين به على سبيل الاستهزاء والسخرية.
والباء من قوله: بالاستبعاد متعلق بمتحل، ومن قوله: بالخيبة متعلق بحلي، والاستثناء مفروغ.
والخيبة والحرمان يقال: خيبه الله، أي: أحرمه.
والإبعاد التنحية عن الخير واللعن، يقال: أبعده الله، أي: نجاه عن الخير ولعنه.
"وإذا كانت العلوم منحا" بكسر الميم وفتح النون، جمع منحة، وهي العطية، مثل: سدرة وسدر. "إلهية" أي: عطايا منسوبة إلى الإله، وهو الفاعل لما يشاء، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع. "ومواهب" جمع موهبة وهي العطية أيضا، والمراد بكونها "اختصاصية" نسبتها إلى اختصاص الله الذي يختص برحمته من يشاء، لا معقب لحكمه ولا رراد لقضائه.
1 / 53