وقال إسماعيل بن القاسم، أبو العتاهية يرثي أخًا له، يقال له علي بن ثابت وكان علي ناسكًا فاضلًا أديبًا شاعرًا: الوافر
ألا من لي بأنسك أي أخيّا ... ومن لي أن أبثّك ما لديّا
طوتك خطوب دهرك بعد نشرٍ ... كذاك خطوبه نشرًا وطيّا
ولو نشرت قواك لي المنايا ... شكوت إليك ما صنعت إليّا
بكيتك أي أخيّ بدرّ عيني ... فلم يغن البكاء عليك شيّا
وكانت في حياتك لي عظاتٌ ... وأنت اليوم أو عظ منك حيّا
قال: أخذ هذا المعنى مما يؤثر عن بعض ملوك العجم أنه احتضر فحضره من يحضر الملوك من الحكماء حتى قضى. فقال ذلك الحكيم: كان الملك أمس أنطق منه اليوم، وهو اليوم أوعظ منه أمس.
وقال أبو العتاهية أيضًا: الخفيف
يا عليّ بن ثابتٍ أين أنتا ... أنت بين القبور حيث دفنتا
يا عليّ بن ثابتٍ بان منّي ... صاحبٌ جلّ فقده يوم بنتا
قد لعمري حكيت لي غصص المو ... ت وحرّكتني لها وسكنتا
أخذ هذا المعنى من قول بعض الحكماء وحضر ميتًا، فارتفع البكاء عيه حين قضى، فقال الحكيم: حركنا بسكونه.