130

Pengenalan kepada Mazhab Ahli Tasawuf

التعرف لمذهب أهل التصوف

Penerbit

دار الكتب العلمية

Lokasi Penerbit

بيروت

والتأديب فَهَذَا ينْقل إِلَى حَالَة الْبَقَاء فَيكون تصرفه بأوصاف الْحق لَا بأوصاف نَفسه
والمتصرف بأوصاف الْحق هُوَ مَا ذَكرْنَاهُ قبل
وَسُئِلَ الْجُنَيْد عَن الفراسة فَقَالَ هِيَ مصادفة الْإِصَابَة
فَقيل لَهُ هِيَ للمتفرس فِي وَقت المصادفة أَو على الْأَوْقَات
قَالَ لَا بل على الْأَوْقَات لِأَنَّهَا موهبة فَهِيَ مَعَه كائنة دائمة
فَأخْبر أَن الْمَوَاهِب تكون دائمة
وَمن يتتبع كتب الْقَوْم وَفهم إشاراتهم علم أَن قَوْلهم مَا حكيناه عَنْهُم فَإِن هَذِه الْمَسْأَلَة وأمثالها لَيست بمنصوصات لَهُم وَلَا مُفْرَدَات بل يعرف ذَلِك من قَوْلهم بفهم رموزهم ودرك إشاراتهم وَالله أعلم
الْبَاب السِّتُّونَ قَوْلهم فِي حقائق الْمعرفَة
قَالَ بعض الشُّيُوخ
الْمعرفَة معرفاتان معرفَة حق وَمَعْرِفَة حَقِيقَة
فمعرفة الْحق إِثْبَات وحدانية الله تَعَالَى على مَا أبرز من الصِّفَات
والحقيقة على أَن لَا سَبِيل إِلَيْهَا لِامْتِنَاع الصمدية وَتحقّق الربوبية عَن الْإِحَاطَة
قَالَ الله تَعَالَى ﴿وَلَا يحيطون بِهِ علما﴾ لِأَن الصَّمد هُوَ الَّذِي لَا تدْرك حقائق نعوته وَصِفَاته

1 / 132