Makanan di Dunia Lama
الطعام في العالم القديم
Genre-genre
وإذا كان المسرح التراجيدي يقدم الطعام وقد شوهه بشدة الإخلال بنظام تقديم القرابين، فإن المسرح الكوميدي - على الرغم من تحمسه للأكل ولمتع الجسد - لا ينظر إلى الطعام من منظور غير مبال؛ إذ يعرض المسرح الكوميدي توبيخا ساخرا للأشخاص النهمين والأشخاص أقوياء البنية الذين يلتهمون أكثر من نصيبهم، ويعبر عن القلق حيال طقوس تقديم القرابين التي تجنح أكثر من اللازم نحو المتعة. ولكن المسرحيات التراجيدية والمسرحيات الكوميدية على حد سواء كانت تقدم في احتفالات ديونيسوس في أثينا، وكان من الواضح أن إله الخصوبة هذا كان يكرم بمختلف أنواع الترانيم قبل ابتكار الدراما، وما إن تطورت الدراما حتى صار يحتفى بجوانب مختلفة من الإله في الأجناس الأدبية المختلفة. كانت المسرحيات التراجيدية تصور ديونيسوس في صورة مزعجة بصفته أخل بالنظام المتعارف عليه، وأدخل عالم الطبيعة إلى شئون البشر؛ وتتمثل أكثر الصور تطرفا لهذا التصوير في مسرحية «الباخوسيات» من تأليف يوربيديس، وتصور الطاغية بينثيوس ضعيف الحيلة على الرغم من قوته المدنية والعسكرية، بجوار الإله غير محدد الجنس الذي لا يمكن إدراجه في الفئات العادية مثل إغريقي أم أجنبي، أو ذكر أم أنثى، أو مخبول أم عاقل، أو طبيعي أم متحضر. ولا تظهر أسطورة ديونيسوس صراحة في الكثير من المسرحيات، ولكن يظهر في كل مسرحية تقريبا هجوم القوى المخيفة على النظام والفئات المدنية الثابتة. وتكاد تخلو المسرحيات الكوميدية من العناصر المخيفة؛ إذ تقدم هذه المسرحيات عالما مضطربا تصلحه القوى الهزلية التي تفسد على نحو مؤقت بنية السلطة، وتعزز من التضامن بين الجوقة والمواطنين، وتؤكد على الرغبات البشرية العنيفة التي تصبو إلى تناول الطعام وإقامة العلاقات الجنسية على المشاع. مسرحية «الأخارنيون» هي مسرحية كوميدية معروفة بامتداحها لديونيسوس وتمثيلها على المسرح لعدد من احتفالاته المدنية. وليس المقصود بذلك القول أن المسرحية تخلو من العناصر المزعجة؛ إذ إن البطل الهزلي ينجح في تحقيق فردوس يليق بديونيسوس في نهاية المسرحية في أجواء مناهضة للشيوعية كما يبدو، ترفض اقتسام معاهدة السلام التي يبرمها البطل مع أي أحد كان.
شكل 9-2: مزهرية إكستر - وهي إناء للنبيذ أو للماء - ربما كانت مخصصة للاستعمال في جلسات الشراب، وتحمل صورة لإلكترا وأوريستيس عند قبر أجاممنون. واسم أجاممنون منقوش على القبر، وأسماء الشخصيات مذكورة عند الضرورة . وإذا كانت من الأواني المستعملة في جلسات الشراب، فإن من يشربون النبيذ كانوا يرون أمام عيونهم مشهدا أساسيا من مسرحية «إلكترا» التي ألفها يوربيديس، أو التي ألفها شاعر آخر. ففن الدراما انتقل من خشبة المسرح إلى عالم جلسات الشراب. (الصورة إهداء من قسم الآداب الكلاسيكية والتاريخ القديم، جامعة إكستر.)
يمثل المسرح الكوميدي قيمة كبيرة لهذا الكتاب نظرا لطابعه «الشعبي الاحتفالي»، الذي أناقشه في ويلكنز (2000). ويكفي الاستشهاد بمثالين. في مسرحية «برلمان النساء» التي ألفها أريستوفان في عام 392 قبل الميلاد تستولي نساء مدينة أثينا على مقاليد الأمور، وهذا مثال لتناول فكرة المدينة الفاضلة بأسلوب هزلي، وتشهد المدينة اتحاد كل المواطنين في وحدة جنسية واحدة، واندماج كل الممتلكات في ملكية مشتركة واحدة. وكما هي الحال مع الأمثلة الهزلية الأخرى على المدينة الفاضلة، تنطلق تلميحات بأن الاقتسام الجماعي للثروة والنشاط الجنسي لن ينجح. وفيما يأتي الاقتراحات المتعلقة بإقامة مآدب العشاء (675-697):
بليبيروس :
وأين سنتناول عشاءنا؟
براكساجورا :
سأطلب تحويل كل قاعات المحكمة والأروقة المعمدة إلى قاعات طعام للرجال.
بليبيروس :
ومنصة الخطابة، لأي غرض ستستخدمينها؟
براكساجورا :
Halaman tidak diketahui