Makanan di Dunia Lama
الطعام في العالم القديم
Genre-genre
وتشمل قائمة المخالفات في روما في العصر الذي عاش فيه جوفينال استهلاك الأسماك المستوردة («المقطوعة الهجائية الخامسة»):
سيوصي سيدي باستيراد أسماك البوري التي يفضلها من جزيرة كورسيكا، أو من الصخور التي تقع أسفل مدينة تاورمينا؛ إذ نضبت الأسماك في المياه الإقليمية من كثرة أنشطة الصيد بهدف إطعام تلك الأفواه النهمة ...
يصنف جوفينال هذا المثال في برنامج أخلاقي مركب نناقشه فيما يأتي. ولكن المثال الذي تحدث عنه يعبر أيضا عن روما بصفتها مركز التبادل الرئيسي في إمبراطورية كبرى، تتاح فيها السلع الوافدة من كل أنحاء العالم المعروفة.
ويستقى المثال الثالث من قصيدة «حياة الترف» لأركستراتوس المولود في مدينة جيلا. يولي مؤلف هذه القصيدة التي تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد اهتماما كبيرا للمحاكاة الساخرة ولآداب تناول الأسماك وغير ذلك من الأمور المرتبطة بالناحية «الأدبية»، ولكن نجده يهتم أيضا بالمصطلحات؛ ففي الشذرة 13 أولسون وسينس ينصح القارئ قائلا:
لا تضع جانبا السمكة السمينة ذات الرأس المذهب من مدينة إفسوس، التي يسميها سكان المدينة «أيونيسكوس».
ونجد أن الاهتمام بالمسميات والمصطلحات المحلية بهدف تحديد الأسماك وغيرها من الأنواع التي يصعب تصنيفها؛ من السمات التي تميز المؤلفين «العلميين» مثل أرسطو وجالينوس، ولكنها سمة موجودة كذلك لدى المؤلفين «الأدبيين» من ناظمي الشعر السداسي التفاعيل مثل أركستراتوس. (1) أهم الأفكار الأدبية المتعلقة بتناول الطعام واحتساء الخمور
إن الكثير من الأفكار ذات الصلة يمثل سمات أدبية معروفة، وأبدأ بالفساد المنتشر في الحضر والبساطة التي تميز الريف. يتوق البطل الهزلي ديكايبوليس في مسرحية «الأخارنيون» لأريستوفان إلى قريته التي نشأ فيها؛ حيث يعتمد الناس على نظام المقايضة للحصول على الطعام والوقود، على عكس الصورة المقدمة عن مدينة أثينا في المسرحيات الأخرى؛ حيث يغش تجار الأسواق مشتري الأسماك وغيرها من الأطعمة. وبعد ذلك بخمسمائة عام، يؤلف جوفينال قصيدة يصور فيها أحد سكان الحضر وقد وقع ضحية للنصب والخديعة، بينما يظهر الخدم الأنقياء ممن يعملون في مزرعة ريفية وهم يقدمون أطعمة بسيطة. تتعارض هذه الفكرة الرئيسية الأدبية مع المزايا التي قد تجلبها حياة المدينة. وسنرى أمثلة للتناقض بين الفكرة الرئيسية وأثر الأطعمة المستوردة من الخارج إلى الأسواق في المناطق الحضرية بالدرجة الأولى؛ فالبساطة الريفية يترافق معها أيضا حنين إلى عصور ماضية أكثر نقاء، ويرافقها نفور وكره للتجارة. ويعالج موضوع التجارة - وهي وسيلة من وسائل انتقال الأطعمة كما ناقشنا فيما سبق - في الأدب على نحو أكثر تناقضا مما تستدعي أهميته؛ فثمة تعارض بين الإنتاج المحلي والسلع المستوردة، وهو أمر معقد من الناحية الاقتصادية، ولكن في الأدب كثيرا ما يحسم هذا التعارض بوضوح أكثر لصالح الإنتاج الزراعي المحلي. والفكرة الرئيسية الرابعة هي استغلال الولائم ومناسبات تناول الطعام العمومية لتحقيق نتيجة مرضية؛ ويتضح ذلك في المسرحيات الكوميدية على نحو ملحوظ للغاية. والفكرة الرئيسية التالية هي الحافز وراء المتعة والرغبة، وهو الذي قد يؤدي إلى انعدام ضبط النفس المهلك الذي ناقشناه في الفصل السابع. وثمة فكرة رئيسية أخرى سبق ذكرها في الفصل الأول تتبع نموذجا تطوريا ينطلق من البدايات البدائية إلى التطور/الإسراف في الوقت الحاضر. ومن الأمثلة الأخرى الانحدار من عصر ذهبي إلى «الحاضر» (قارن ما قاله بلينوس عن الحدائق والخضراوات في الفصل الرابع). وبهذا الأسلوب، صورت الإمبراطورية الرومانية على أنها أكثر المجتمعات البشرية تقدما أو أكثرها فسادا. (2) الطعام والأجناس الأدبية
اهتمت أجناس أدبية معينة بالطعام بدرجة كبيرة. يقدم جاورز (1993) دراسة مؤثرة عن الطعام في الأجناس الأدبية الأقل شأنا في الأدب اللاتيني، وبالأخص في الهجاء والمسرح الكوميدي والحكم الساخرة؛ إذ يظهر الطعام في هذه الأجناس التي تخلو عمدا من الأفكار الرئيسية الجليلة المأخوذة من المسرح التراجيدي أو الملاحم. ومع ذلك، ليس المقصود بذلك أن ننكر أن الطعام - في ملاحم هوميروس وغيرها من الملاحم - يقع في صميم العلاقات بين البشر من جانب، وبينهم وبين الآلهة من جانب آخر. وسأناقش كلا من ملاحم هوميروس والمسرحيات التراجيدية فيما يأتي، ولكن المقصود هو أن الموضوعات المتعلقة بالطعام (التجارة والزراعة والتجمعات الاجتماعية والاحتفالات ومناسبات تقديم القرابين) ربما تكون موجودة في الكثير من الأجناس الأدبية؛ بدءا من التاريخ ووصولا إلى شعر الحب والغزل، ولكن من المحتمل وجود محتوى غزير يتعلق بالطعام في تلك الأجناس الأدبية الأقل شأنا التي ناقشها جاورز (1993). ولذلك، يصف أركستراتوس الأسماك والطهي في محاكاة ساخرة للشعر الملحمي، ويحاكي الكاتب - الذي كان يظن أنه هسيود - الشعر القديم المتقشف الذي ألفه هسيود لوصف الأسماك (يأتي اقتباس لجزء منه في بداية الفصل الخامس)، وتزخر القصص الهلنستية البذيئة من تأليف الشاعر ماكون - التي تتناول المحظيات - بالكثير عن الطعام.
ذكرت في فصل سابق - عن الوصف الذي قدمه هيبولوكوس لمأدبة زفاف كارانيوس (الفصل الثاني) - أن الرواة في الأعمال الأدبية كثيرا ما يستعملون أسلوبا ساخرا بهدف التغلب على فخامة وإسهاب الأسلوب المستخدم في وصف الأطباق المقدمة في المآدب؛ وتتضح هذه السمة مثلا في أعمال أركستراتوس وبيترونيوس وأثينايوس.
ويوصف الكثير من الأجناس الأدبية التي تكثر من الحديث عن الطعام بأنه «وضيع»؛ بعضه هو ما وصفه ميخائيل باختين (1968) بأنه «شعبية احتفالية». والمسرح الكوميدي الإغريقي والروماني مثال واضح جدا على ذلك؛ لأنه يستخدم لغة الشارع ولغة الجسد لانتقاد الادعاءات الاجتماعية للأغنياء وذوي السلطان (راجع جاورز 1993 وويلكنز 2000، الفصل الأول). ويكثر الحديث فيه عن حجم الجسم والشهية، وعن الحلق والبطن وأعضاء الهضم، وعن غازات البطن وإخراج الفضلات؛ فالشرهون يتلذذون بنزول الطعام الساخن في حلوقهم، ويلتهمون الطعام بأسرع ما يمكن.
Halaman tidak diketahui