Makanan di Dunia Lama
الطعام في العالم القديم
Genre-genre
ومن العناصر الأخرى موضوع المنافسة، واحتياج أفراد الجماعة لتحقيق التفوق فيما بينهم من خلال المباريات والعادات المرتبطة بجلسات الشراب وكذلك الإنجازات الرياضية والبدنية.
ونشأ تراث من عادات جلسات الشراب ظل لأمد طويل يدور حول الفكرة الرئيسة القائمة على البحر، التي تربط بين الضياع في البحر وبين السكر (سلاتر 1976، ويلكنز 2000: 238-241).
ويطلعنا عدد من المصادر على عادات متنوعة لاحتساء الخمر في المدن الإغريقية. يقول كريتياس في كتابه «مزاج الإسبرطيين» (الذي يستشهد به أثينايوس): «يشرب أهالي جزيرتي خيوس وثاسوس الأنخاب في أقداح كبيرة من اليسار إلى اليمين، ويشرب أهالي أثينا أنخابهم في أقداح من اليسار إلى اليمين، أما أهالي ثيساليا فيشربون أنخابهم في أقداح كبيرة نخب من يريدون. ولكن أهالي لاكديمون (أي إسبرطة القديمة) يشرب كل منهم قدحه على انفراد، والعبد الذي يصب النبيذ يعيد ملء القدح بالكمية التي شربها» (ترجمه إلى الإنجليزية: جوليك).
وإلى جانب التراث الأدبي جاءت أقداح النبيذ وأوعية مزج النبيذ الشهيرة، وتظهر فيها رسوم تصور مشاهد من الحياة والأسطورة بالأشكال السوداء والحمراء، من بين أشكال أخرى. ومن بين الموضوعات التي كانت تعبر عنها الأقداح فعل احتساء الخمر، والفارق الدقيق الذي يلتزم به من يشرب الخمر بين الإلهام والسكر. يقارن ليساراج (1990) بين الصور والأقداح مستعينا بالشعر القديم والهزلي والتفسير الذي يقدمه أثينايوس. ومن العناصر اللافتة على وجه التحديد في هذا المجال قائمة الأقداح الواردة في الجزء الحادي عشر من كتاب أثينايوس. وهكذا كانت جلسة الشراب وقتا مخصصا للتأمل برفقة الأصدقاء والأقران، وكان الناس يسكرون معا؛ كانوا يتقاسمون النبيذ والماء بعد مزجهما في الوعاء العميق أو وعاء مزج الخمور، بنسبة تركيز يقررها رئيس جلسة الشراب. وربما يتحتم عليهم أداء مفاخر تعتمد على الاتزان، بناء على سرعة البديهة والرشاقة، وربما يتأملون صور السكر مثل الصور البحرية، أو صور الفوضى مثل المعارك التي تندلع بين الإغريق وآلهتهم وبين الشعوب البدائية وآلهتها. وربما يمارسون كذلك ألعابا مثل لعبة «كوتابوس» (وهي لعبة قديمة يصوب فيها اللاعب الرواسب المتبقية في قدح الخمر على هدف معين)، وغيرها من وسائل الترفيه (راجع ما يأتي). وتعبر الرسوم الظاهرة على المزهريات (وأحيانا على جدران المقابر) عن الكثير من سمات تناول الطعام واحتساء الشراب ووسائل الترفيه التي تتخلل جلسة الشراب.
وكانت كل هذه الأنشطة تقتضيها الطقوس. وفي نهاية القسم المخصص لمأدبة العشاء من المناسبة، كانت تستبدل الموائد وتغسل الأيدي وتستبدل الأكاليل وتقدم طقوس إراقة النبيذ النقي إلى مختلف الآلهة، بما فيها «الروح الصالحة» أو ديونيسوس وهيجيا (أو الصحة)، وهي المساعدة الإلهية لأسكليبيوس. وكان النبيذ النقي الذي يقدم في هذه المرحلة على عكس النبيذ الممزوج بالماء الذي يشربه الحاضرون في جلسة الشراب. وفي نهاية الأمسية، قد ينشدون ترنيمة (تشهد نهاية كتاب «مأدبة الحكماء» أو «ديبنوسوفيستاي» إنشاد ترنيمة شعائرية موجهة للإلهة هيجيا: راجع ويلكنز 2005). وبعدئذ، قد يغادرون إلى منازلهم - مثلما يحدث في نهاية كتابي أفلاطون وزينوفون اللذين يحملان عنوان «حوار المأدبة» - أو يأخذون في إحياء حفل صاخب أو «كوموس»، مثل المحتفلات بديونيسوس ومريدي ديونيسوس. توجد وثائق تدل على انفلات زمام ذلك النوع من الحفلات الصاخبة. يحضر ألكيبيادس كمحتفل سكير، ولكن مهذب، في منتصف جلسة الشراب الواردة في كتاب «حوار المأدبة» لأفلاطون، ويتصرف فيلوكليون بعنف مفرط بعد حضور جلسة شراب في مسرحية «الدبابير» من تأليف أريستوفان.
شكل 6-3: جلسة شراب يظهر فيها ثلاثة رجال يلعبون لعبة «كوتابوس» مع عازفة وخادمة. ويظهر أحد التفاصيل المأخوذ من جرة ذات رسوم ملونة باللون الأحمر، وهي إحدى القطع الأثرية الإغريقية من المتحف البريطاني؛ تفصح الأدلة المستقاة من الرسوم الظاهرة على المزهريات ومن أثينايوس عن وجود نسختين لها. كان الحاضرون في المأدبة يقذفون بقايا النبيذ في أقداحهم بحركات سريعة ويصوبونها على أهداف، فكانوا إما يصوبون باتجاه آنية خزفية صغيرة طافية على الماء في وعاء كبير فيجعلونها تغوص داخله، وإما يحاولون إزاحة قرص موضوع فوق سارية، ولا بد أن يسقط القرص على رأس صورة عبد موضوعة في منتصف السارية. توضح اللعبة اهتماما بالتضارب بين مهارات التركيز والسكر (مصدر الصورة:
www.bridgemanimages.com/en-GB/ ).
كان يعتقد أحيانا أن جلسة الشراب تنتمي للطبقات الراقية التابعة لحكم الأقلية على مدى العصر الإغريقي الكلاسيكي القديم (تقريبا القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد). وترد هذه الفكرة تلميحا في بعض التعليقات التي ذكرها موراي (1990) وفي مراجع أخرى، ويصرح بها ديفيدسون (1997) بوضوح. ويخيل إلي أنه من الخطأ أن نقارن بين جلسة الشراب - وهي عادة ما تكون مناسبة خاصة يحتفلون بها في منازل علية القوم في المدن ذات الحكم الذاتي - وبين الأعياد وغيرها من الأنشطة العامة والجماعية في المدينة ككل. ويبدو أن الأعراف القديمة والأرستقراطية كانت قطعا قوية في المدينة في العصر الكلاسيكي القديم، حتى المدن ذات الحكم الديمقراطي مثل أثينا وأرغوس. ولكن يبدو أن جلسة الشراب كانت متاحة أمام الجميع، وأنها كانت تقام في المناسبات العامة والخاصة، وكانت تقام على مستوى المدينة وفي المنازل أيضا. وتأتي مناقشة للأدلة المتعلقة بذلك في ويلكنز (2000) وفيشر (2000). ويبدو أن توزيع النبيذ واحتساءه - مثل توزيع اللحم - كان حاضرا في كل الطبقات، وكان متاحا من خلال منافذ شعائرية وتجارية. وهكذا ربما يتوقع مواطن فقير أن يأكل معظم حصته من اللحم في الاحتفالات العامة، وأن يشرب النبيذ بين أقرانه وأصدقائه في مناسبات أقل عددا مقارنة بالأغنياء. ولكن ينبغي ألا ينظر إلى «كابيليون» - أو متجر النبيذ - بوصفه نظير جلسة الشراب لدى الفقراء؛ إذ إنه كان مكانا إضافيا يخصص لاحتساء الخمر ولا يحمل طابعا شعائريا. كان الفقير يشرب الخمور في الاحتفالات وحفلات الزفاف وغيرها من المناسبات، وربما يكون النبيذ أقل جودة، والأثاث أرخص، ووسائل الترفيه أقل تأثرا بضغوط المنافسة الأجنبية، ولكن العرف كان كما هو دون تغيير. وأرى أنه سيكون من المضلل للغاية أن نشير إلى أن الفقير كان يشرب الخمر في أماكن ذات طابع تجاري كالحانات والمحال، أما جلسة الشراب ذات الطابع الشعائري فكانت حكرا على الأغنياء؛ ويرى كل من موراي وديفيدسون أن مسرحية «الدبابير» لأريستوفان تمثل سابقة من نوعها في هذا الصدد. وقد حاولت أن أبرهن (ويلكنز 2000) على أن جلسة الشراب منتشرة في المسرح الكوميدي الإغريقي - ومقبولة كعرف اجتماعي، تتعرض فيه أنشطة علية القوم للنقد عادة - إلى حد يحتم علينا أن نستنتج أن جلسة الشراب كانت نشاطا مألوفا ومتاحا للجميع.
ولا أقصد بهذا إنكار أهمية احتساء الخمور في الحانات ومحال النبيذ لفقراء المجتمع في البلدان الإغريقية والرومانية؛ إذ تتوافر أدلة كثيرة على وجود مثل تلك المنشآت - وخصوصا في مدن منطقة كامبانيا - وتتوافر كذلك أدلة كثيرة على وجود مجموعة كبيرة من تلك المنافذ، وكان جزء منها يوفر الطعام، وجزء ثان يوفر وسائل الترفيه، وجزء ثالث يوفر الخدمات الجنسية.
وكان احتساء الخمر في جلسات الشراب جزءا من الهوية الإغريقية، حتى إنه كان ينظر إليه كنشاط ذكوري صرف، لم يكن بوسع غير الذكور ممارسته؛ ومن ثم، كان من غير المسموح للنساء صاحبات المكانة الرفيعة بالمشاركة في جلسة الشراب؛ إذ كان يعتقد أنهن سريعات التأثر بالنبيذ. ومعظم الأدلة على ذلك ذات طابع كوميدي - ومن الجائز أنها مضللة - ولكن كان يعتقد أن النساء يفرطن في احتساء الخمر ويشربن النبيذ الصرف وليس الممزوج بالماء. وكان يعتقد أن الأجانب، مثل السكوثيين والفرس، يشربون أيضا النبيذ دون مزج؛ فلم يتبعوا العادة الإغريقية الراقية القائمة على مزج النبيذ بالماء، تماما كما كانوا يمارسون طقوسا أخرى، مثل تقديم القرابين من الحيوانات، بطرق مختلفة. وكان العبيد أيضا - في المخيلة الإغريقية على الأقل - يتأثرون تأثرا مفرطا بالنبيذ.
Halaman tidak diketahui