22 مارس 2017
الإهداء
كلما أمعنت النظر في مشاكل حياتنا زدت اقتناعا بأننا في حاجة إلى مزيد من الحب والرحمة؛ فالحب يجعل الحياة مقبولة بما يثيره فينا من أحاسيس، والرحمة تلطف الحياة برقتها وخيرها.
والحب الذي أنشده ليس هو الحب العادي بين رجل وامرأة، أو أب وولده، فهذا حب لا فضل لنا فيه وكلنا فيه سواسية، ولكني أنشد الحب الذي نبذله لغيرنا دون أن نأخذ شيئا، اللهم إلا تلك السعادة النفسية التي تعلمنا كيف نقبل الحياة بما فيها من خير وشر، فنحب الأخيار، ونعطف على الأشرار حتى يتلمسوا السبيل إلى أن يكونوا أخيارا.
فإلى من يرى في كل صباح يشرق على العالم فرصة جديدة لمزيد من الحب والرحمة أهدي هذا الكتاب.
نوال السعداوي
تقديم للأستاذ يحيى حقي
قد لا يرضى علي أساتذة النقد حين يرونني وأنا أتناول بترحيب قصة بقلم واحدة من بنات حواء أجعل أول همي لا أن أتدبر شكلها ومضمونها والمذهب الذي تنتسب إليه، بل أن أعرف أكان حديثها حديث المرأة عن المرأة فأفرح به، أم حديثا يعتنق لغة الرجل ومنطقه فأقول علينا ضاعت الفرصة وعليها؟ فأنا وليد مدنية ألفت وهامت بأن تصف المرأة بأنها لغز، هيهات لذكاء الرجل الفطن أن يسبر غوره! كل ما يعرفه منها أو يكتبه عنها نوع من الرجم بالغيب، وضرب من الحدس والتخمين، قد يكون في هذا الوصف كثير من الوهم الغافل أو النصب المتعمد.
ولكنه هو هذا الذي استقر في الأذهان من فرط تردده على الألسن. وقد دارت حول هذا المعنى قصص كثيرة، فكيف لا أفرح حين تفتح لنا المرأة بيدها نافذة نطل منها على أسرارها، سنجد أكبر المتعة حين تحدثنا عن المرأة في نفسها وفي غيرها، بل سنجد متعة أيضا حين تتحدث المرأة عن الرجل، فنحن نحب أن نرى صورتنا في مرآتها، ولعل هذه الصورة هي التي تعنينا قبل الصورة التي نراها لنا في مرآة ترفعها يد الرجل أو يدنا نحن.
فلما فرزت مجموعة الدكتورة نوال - وهي من خمس عشرة قصة - وجدت هذا المطلب الذي أهيم به متوفرا لحسن الحظ في غالبيتها العظمى؛ إذ أقامت على حديث المرأة عن المرأة ثماني قصص، ووصفت المرأة مع الرجل في قصتين، ووصفت الرجل وحده في ثلاث قصص، فهي مجموعة نسائية دما ولحما. •••
Halaman tidak diketahui