وأحسست أني أختنق.
هل نفد الهواء من حولي؟ هل انطبقت أضلاعي بعضها على بعض؟ مستحيل، إني لا أطيق، لا أحتمل.
وقمت من مكاني ونظرت إلى النافذة، كانت الشمس تهبط منكسرة وراء الأهرام الثلاثة، والسحب الرمادية تغشى الفضاء، والنخل الطويل الهزيل يمتد متهالكا بين الأشجار، لا نسمة تهب، ولا شيء يتحرك، الطبيعة كلها ساكتة كأنها ميتة.
وأغلقت النافذة، وألقيت بجسدي المتداعي على السرير دون أن أغير ملابسي أو حتى أخلع حذائي.
وتقلبت على جنبي في ضعف يائس.
أود لو أخلص نفسي من تلك الستارة الحديدية التي تحول بيني وبين الهواء.
ونظرت إلى السقف بعينين ذابلتين، ولمحت الدائرة الصفراء الصغيرة وسط السقف يتدلى منها سلك النور. وتعلقت عيناي بالدائرة التي أخذت تتسع شيئا فشيئا، وظهرت داخلها عينان واسعتان سوداوان وأنف مستقيم وشفتان رقيقتان.
واقترب الوجه قليلا، قليلا، وانتفضت واقفة أخفي وجهي بكلتا يدي، وندت مني صرخة مكتومة.
آه، مستحيل، لا أحتمل!
أريد أن أنساه، أريد أن أنسى وجهه، لماذا يطاردني؟ لماذا لا يفارقني؟
Halaman tidak diketahui