Mari Bersama Saya ke Pakistan
تعال معي إلى باكستان
Genre-genre
ولكنه رأى في آخر الأمر أن هذا التوفيق غير يسير، وأن قسمة شبه القارة الهندية إلى دولتين هما الهندوستان والباكستان هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق الفكرة الأولى في سبيل الغاية التي يسعى إليها، كما أنه الوسيلة لإقامة دولة إسلامية كبرى يكون لها في الحياة الدولية مقام له اعتباره وتقديره.
والعجيب في حياة القائد الأعظم أنه رغم زعامته لأكبر أمة إسلامية وتأسيسه لدولة قامت على الدين، فإنه لم يكن يتظاهر أبدا بالنسك والتصوف أو الإغراق في التقوى والصلاح، ومع ذلك فلم يؤخذ عليه أبدا أنه ظهر بصورة تخالف ما يجب أن يظهر به الزعيم المسلم، وكان إذا اشترك في اجتماع وحان وقت الصلاة أم الحاضرين.
وكان مثالا للسماحة التي يتصف بها كل من يفهم الإسلام على حقيقته، وكان يزوره في منزله المسلمون وغير المسلمين من أبناء الطوائف الأخرى، كما كان هو نفسه يزور أصدقاءه من المسلمين وغيرهم.
القائد الأعظم: محمد علي جناح.
روى لنا السردار نشتر، وقد كان ممن اشتركوا مع محمد علي جناح في جهاده لتأسيس باكستان، أنه كان يزور يوما بصحبة القائد الأعظم إقليم الولايات الشمالية عند الحدود، فلما اقتربت السيارة من إحدى المدن هدأت من سيرها فخرجت جموع غفيرة لاستقبال القائد الأعظم والترحيب به، وكان على رأس هذه الجموع العلماء وكبار المشايخ بعمائمهم الكبيرة ولحاهم وملابسهم التقليدية التي تدل على مركزهم الديني.
وكان هؤلاء العلماء الذين يطلقون عليهم اسم «الملا» يعدون وراء سيارة القائد الأعظم دون حساب لمركزهم الديني، ودهش القائد الأعظم لهذا المنظر فالتفت إلى السردار نشتر وقال له: لماذا يجري هؤلاء العلماء والمشايخ وراءنا بهذا الشكل؟! إنني رجل أرتدي الزي الإفرنجي وأطلق لحيتي وشاربي وليس في مظهري ما يدل على التقديس ... فلماذا يعدون ورائي هكذا ... لماذا؟!
وأخذ يكرر كلمة «لماذا» ...
وسكت السردار نشتر من فرط تأثره بالموقف، وما لبث أن سمع القائد الأعظم يتحدث من جديد وكأنه يرد على السؤال الذي ألقاه على نفسه، وسمعه يقول: نعم، إن السبب هو الثقة! ... إنهم يثقون بقائدهم ويعلمون أنه يعمل لخيرهم ولصالح أمتهم!
وقد أقعد الجهاد في سبيل تأسيس الوطن محمد علي جناح عن الزواج حتى بلغ الأربعين من عمره، ثم حدث في عام 1916 في أحد الاجتماعات العامة التي عقدت في بومباي أن كان أحد أثرياء الفرس واسمه «دنشابتيت» يشهد الاجتماع ومعه ابنته الحسناء «رتن»، وكان الثرى الإيراني وابنته من أتباع زرادشت.
وفي ذلك الاجتماع الحافل أعجبت الإيرانية الحسناء بمحمد علي جناح وهو يصول ويجول ويخطب ويقارع الحجة بالحجة وينتصر في المعارك الخطابية التي يدخلها، فما انتهى الاجتماع إلا وأبدت له الفتاة إعجابها وتقربت منه وصارحته بأنها تتمنى لو تزوجت برجل مثله.
Halaman tidak diketahui