فَإِن ذَلِك لِلْعِلَّةِ النفسانية، وَإِذا لم يكن بهَا دودة كَانَت بَارِدَة المص واللمس وامتحانها بذلك.
وَزعم البحريون أَن اللُّؤْلُؤ الْكِبَار الْمُتَغَيّر اللَّوْن تلف عَلَيْهِ الألية الطرية المشرحة وَتُؤْخَذ فِي جَوف عجين وَيدخل التَّنور ويبالغ فِي إحمائه فَإِنَّهُ يصفو وَيحسن وَيعود إِلَيْهِ المَاء، وَإِذا بخر بكافور كَانَ ذَلِك، وَإِذا عولج بمخ الْعظم وبماء الْبِطِّيخ فَإِنَّهُ يصفو.
وَمَعْرِفَة اللولؤ اللحمي الْجَوْهَرِي من الصدفى الْعُظْمَى هُوَ أَن الْجَوْهَرِي يكون مستوى الصُّورَة لينًا أملس، والعظمي يكون خشنًا غير مستوى الهيكل. وَخير اللُّؤْلُؤ الصافي الْعمانِي المستوى الْجَسَد الشَّديد التدحرج والاستواء، وَإِذا كَانَت حبتان متساويتين فِي الشكل وَالصُّورَة واللون وَالْوَزْن كَانَ أرفع لثمنهما، والعماني أنفس وَأَرْفَع من القلزمى لِأَن الْعمانِي عذب نقي صَاف، والقلزمي فِيهِ ملوحة مَعَ عيب كثير.
وَإِذا بلغت الْحبَّة نصف مِثْقَال سميت درة، والمدحرجة المعتدلة فِي التدور إِذا بلغ وَزنهَا نصف مِثْقَال رُبمَا بلغت فِي الثّمن ألف مِثْقَال ذَهَبا، والبيضية دون ذَلِك فِي الثّمن، وأثمانها ترْتَفع على زِيَادَة وَزنهَا وتدحرجها، وَإِذا بلغ وَزنهَا مثقالين وَإِن شِئْت جعلت ثمنهَا عشرَة آلَاف دِينَار وَأَن شِئْت مائَة ألف دِينَار، والمدحرجة على هَذَا الْوَزْن وَالصّفة لَا قيمَة لَهَا، وَهِي فريدة، وَكلما كَانَت أصفى وأنقى كَانَ
1 / 12